رصد - سيطر خبر اعتقال الكاتب السياسي والناشط النقابي، الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة، على منصّات التواصل الاجتماعي في الأردن، حيث استغرب ناشطون توقيف النقابي العريق على خلفية منشورات بثّها عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، سيّما في ظلّ ما عُرف عن أبو غنيمة من التزام واعتدال ووسطية في تناول الشأن العام.
وفي تفاصيل القضية التي كُشف عن بعضها، قال شقيق أبو غنيمة، المحامي محمد إن الأجهزة الأمنية أوقفت أحمد مساء الأربعاء، ليتبيّن اليوم أن التوقيف جرى على خلفية منشورات تناولت عدة قضايا، بعضها متعلّق بالسلطة الفلسطينية والرئيس الأمريكي وغيرها.
وأكد المحامي أبو غنيمة احترامه قرار المدعي العام ووجهة نظره، مشددا على أنه سيقوم بتقديم طلب كفالة حسب الاصول مع مذكرة لدعوة أي شهود متعلقين بالقضية.
وقال الزميل باسل العكور إن "أبو غنيمة رمز وطني ووجوده في السجن معيب؛ كاتب وناشط ومفكر وناصح أمين للسلطات، ما هي الرسالة التي علينا أن نفهمها؟ هل بات الاعتدال والتوازن غير مقبول ايضا؟ هل بات منطق السلطة إما أن تنحاز لمقاربتي تماما، على غرار ما يفعله كتاب الركمجة أو أن مصيرك سيكون السجن؟!".
ومن جانبه، قال الزميل الصحفي ايهاب سلامة: "أزعم، بل أجزم، أن الدكتور المهذب أحمد زياد أبو غنيمة، قد فرض احترامه عند الجميع، حتى على من يخالفونه في الرأي، فكتاباته ومواقفه الوطنية تنضح بالصدق، وتفيض بالغيرة على الأردن الأغلى من إلروح، وتلمس فيها حرص عقول الرجال الرواجح، لا هواة ركوب الموج وحب الاستعراض. ولطالما، كان هذا باعثًا كافيًا ووافيًا لإعجابي بشخصه الكريم المتزن، وعقله الواعي، ومواقفه الوطنية التي تغلّب صوت العقل على صدى "النقل"، وتجتلي دروب التوافق الوطني لا متعرجات الخلاف".
وتابع سلامة: "لا أعلم حتى اللحظة سبب اعتقال أبو غنيمة، غير أنني أوقن أن القضاء الأردني ما عرف الظلم إليه سبيلًا، وأحسب -ويقيني بالله عظيم- أن ما حدث ليس إلا سحابة صيفٍ عابرة، ستمضي بسلام".
وقال المحامي محمد احمد المجالي إن "إعتقال الدكتور أحمد أبو غنيمة النقابي والكاتب المتزن بسيف الجرائم الألكترونية جاء على خلفية كتابات لا تتجاوز دائرة حرية الرأي والتعبير التي ضيّقوها حتى أصبحت كخرم الإبرة".
ونشر الزميل أحمد حسن الزعبي: "أعرف أحمد زياد أبو غنيمة منذ سنوات طوال؛ اجتمعنا في عدة مناسبات وطنية واجتماعية، بالغ التهذيب، معتدل الطرح، محب لوطنه بلا حدود، مخلص في النصيحة، من بيت سياسي عريق، أتمنى له الحرية العاجلة".
وأكد الزميل الصحفي جمال العلوي رفضه اعتقال أبو غنيمة ورفضه التضييق على الحريات أيضا، داعيا إلى التوقف عن الاساءة لصورة الأردن الذي تراجع في الترتيب الدولي لحرية الصحافة لدرجة أننا أصبحنا بعد تنزانيا، فيما طالب العلوي بالإفراج الفوري عن أبو غنيمة.
وغرّد الزميل بلال العقايلة: "لمن ملأوا الدنيا ضجيجا وبكاء على الحريات، أقول إن الحريات ليست انتقائية، والحريات لا تتجزأ، والحريات هي من تحفظ للإنسان إنسانيته"، مطالبا الجهات المعنية بالإفراج عن الكاتب أبو غنيمة.
وكتب الزميل سهم العبادي: "اليوم، ونحن نتابع خبر اعتقال الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة، أجدني أقف عنده لا من باب التحامل أو الاصطفاف، بل من باب الوفاء لمَن عرفتهم رجالًا بحق. أعرف أحمد كما يعرف الأردني صديقه في المحنة، رجل لا يُساوم في حُب الوطن، وإن اختلفت الآراء. لم يكن يومًا من أولئك الذين يطعنون ظهر البلاد، بل كان صوته عاليًا في وجه العجز، وموقفه ثابتًا حين تذبذب المواقف. نختلف مع أحمد؟ نعم، ربما. لكننا لا نُخطئ جوهره، ولا نشك في صدقه. فرّج الله كربه، وثبّت على الحق خطاه".
وقال الإعلامي عدنان حميدان: "أتضامن مع الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة الموقوف بسبب مواقفه الحرة ودفاعه الصادق عن قضايا الأمة وفلسطين. صوته لم يكن يومًا إلا نصرةً للحق، واعتقاله استهداف لي ولكل حرّ يرفض الظلم والتطبيع. أطالب بالإفراج الفوري عنه، فالكلمة الحرة لا تُعتقل".
واستعار النائب أحمد القطاونة عبارة رددها الدكتور أبو غنيمة مرارا وجاء فيها أن "الأزمات لا تدار بالإنفعال بل بالعقل الهادىء والمتزن".
وقال القطاونة: "صدقت يا دكتور أحمد، فما هكذا تورد الإبل، ولا هكذا يتم التعامل مع القامات الوطنية المخلصة الصادقة المعبرة عن ضمير كلّ حرّ في هذا الوطن الحبيب وصاحب المقالات الجريئة. الأخ أحمد زياد أبو غنيمة من القلة القليلة الذين يسخرون أقلامهم وبكل جرأة لمصلحة الوطن وتقريب وجهات النظر دون مقابل أو النظر الى منصب أو جاه، إنما الوطن فقط، فهو من القامات التي تُحترم وتُقدر من قبل جميع أطياف المجتمع الاردني، فمقامه ومكانه ليس الاعتقال، إنما مقامه عندما أرى الجميع على اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم يدافعون عن الناشط الجريء د. احمد أبو غنيمة".
ودعا خبير التأمينات الاجتماعية، موسى الصبيحي، الحكومة للإفراج عن أبو غنيمة، مشيرا إلى أن "ثمّة غيره مـنْ يستحق الاعتقال أما أحمد فلا يستحق إلا أن يبقى حرّاً وصوتاً منافحاً عن مصالح الوطن والأمة".
وعبّر الأسير المحرر، سلطان العجلوني، عن صدمته لخبر اعتقال أبو غنيمة، قائلا إنه "رجل وطني يتحدث بكلّ أدب وتوازن"، مستهجنا في ذات السياق التوسع في اعتقال أصحاب الرأي.
وقال الناشط أمجد حجازين: "شخص مثل الأستاذ أحمد زياد أبو غنيمة نقابي وكاتب سياسي يتم اعتقاله على منشورات فيسبوك! لماذا كلّ هذا التأزيم مع شخص لم نسمع عنه أو منه ما يريب، ولا نعرف إلا أنه منحاز للقضايا الوطنية حتى لو اختلفنا معه بالطريقة".
ونشر عبدالحكيم النسور: "خبر اعتقال أحمد زياد أبو غنيمة، يذهب العقل، ويقهر القلب، ويزج بالإنسان في غياب الجب، ويحرق الصدور، ويشعل فيها نار الله الموقدة، من أروع الشخصيات التي قابلتها، رجاحة في العقل، وفكر متزن ، واخلاق ، وهدوء في الطرح".
وتابع النسور: "لقد اختلط الحق بالباطل، وانتشر فيه الرياء، وغاب عنه الحياء وساد فيه الظلم، أصبحت كلمة الحق عملة نادرة يخشى الكثير أن يدفعوا ثمنها باهظًا إما خسارة عزيز، أو مال، أو منصب، أو عداوة صاحب سلطة وسلطان، مما جعل معظم الناس يغضون البصر ويمضون في سبيلهم خوفا، أو طمعا، أو ضعفا، إلا من رحم ربي من الصابرين الذين بقيت أصواتهم مجلجلة تصدح بالحق ولم ترضخ للمساومة، ولم تحد عن المبدأ ووجدت في ذاتها جرأة نفسية، وقوة داخلية، وإيمانا صادقا لتكمل طريقها بكل ثبات ورسوخ وشموخ".
0 تعليق