(CNN)– منذ حدوث الانقلاب الصيفي في شهر يونيو/ حزيران، طالت الليالي وقصُرت ساعات النهار في النصف الشّمالي من الكرة الأرضيّة. لكن بحلول أول أيام الشتاء، تنقلب المعادلة كليًا!
يُعد الانقلاب الشتوي لعام 2024، الذي يُصادف في 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أقصر يوم في العام، وأوّل أيّام الشتاء رسميًّا.
إنه يوم يختلط فيه العلم بالتقاليد القديمة حول العالم.
الانقلاب الشتوي ونصفا الكرة الأرضية
يُمثّل الانقلاب الشتوي أقصر يوم في السنة، وأطول ليلة في نصف الكرة الشّمالي، حيث تظهر الشمس في أقصى الجنوب، وفوق مدار الجدي مباشرة.
ويحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي حيث يعيش حوالي 10% فقط من سكان العالم، ويُمثّل الانقلاب الشمسي في ديسمبر/ كانون الأول أطول يوم في العام، وبداية الصيف في أماكن مثل أستراليا وبوتسوانا وتشيلي.
متى يحدث الانقلاب الشتوي تحديدًا؟
يحدث الانقلاب عادةً، لكن ليس دومًا، في 21 ديسمبر/ كانون الأول.
ويمكن أن يحدث قبل يوم واحد أو بعد يوم واحد من هذا التاريخ. والسبب أنّ السنة الشمسية لا تتوافق تمامًا مع السنة التقويمية لدينا.
وسيقع الانقلاب الشتوي للعام 2024 في جميع أنحاء العالم يوم السبت، الساعة 9:21 بالتوقيت العالمي المنسق (UTC)، بحسب الموقع الإلكتروني “Earthsky.org“، والمتاحف الملكية في غرينتش.
ما هي الأماكن الأكثر تأثرًا؟
مع الانقلاب الشتوي، تتباين مدة النهار على نحو ملحوظ كلما اقتربت من القطب الشمالي.
ففي سنغافورة، التي تبعد 137 كيلومترًا أو 85 ميلًا شمال خط الاستواء، بالكاد سيُلاحظ الناس الفرق، حيث يصبح ضوء النهار أقلّ بـ9 دقائق فقط عمّا كان عليه في الانقلاب الصيفي.
ولا تزال تُسجّل لندن 7 ساعات و50 دقيقة من ضوء النهار إذا كنت ترغب بالاستمتاع بنزهة باردة على طول نهر “التيمز”.
وسيكون الفرق أكثر وضوحًا في مدينة أوسلو النرويجية، حيث تُشرق الشمس عند الساعة 9:18 صباحًا، وتغرب عند الساعة 3:12 مساءً.
وسيتعرض سكان مدينة نومي، في ألاسكا، لمزيد من حرمان ضوء الشمس. حيث ستصل فترة النهار إلى ثلاث ساعات و54 دقيقة فقط.
ولكن هذا يعتبر سخيًا جدًا إن قارناه بخليج برودهو في ألاسكا الذي يقع داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث لن يصله شعاع واحد من أشعة الشمس.
ما الذي يُسبّب الانقلاب الشتوي؟
نتمتّع بفصول متغيّرة لأن الكرة الأرضيّة مائلة حول محور دورانها.
وأثناء تحرّك الكوكب حول الشمس، يشهد كل نصف من الكرة الأرضية فصل الشّتاء عند ابتعاده عن الجهة المقابلة للشمس، ويحل فصل الصّيف عندما تقابل الجهة المائلة من الأرض الشمس.
العلماء غير متأكّدين تمامًا من كيفيّة حدوث الأمر، لكنّهم يعتقدون أنّ الكرة الأرضيّة تعرّضت لصدمات عنيفة منذ مليارات الأعوام، عندما كان النّظام الشمسي يتشكّل. وتسبّب ذلك في ميل المحور.
التّقاليد المتعلّقة بالانقلاب الشتوي
أحيت الشّعوب القديمة، التي اعتمد بقاؤها على معرفة دقيقة بالدّورات الموسميّة، اليوم الأول من الشّتاء باحتفالات معقّدة. وترمز هذه الاحتفالات إلى فرصة التّجديد من النّاحية الروحيّة.
وقالت ماريا كينيدي، أستاذة التدريس المُساعِدة بقسم الدراسات الأمريكيّة في جامعة “رودجرز”، لـCNN: “يستمد عيد الميلاد الكثير من عاداته، وربما موعده في الروزنامة، من مهرجانات ساتورناليا وكاليندز الرومانيّة الوثنيّة”.
وكان مهرجان “ساتورناليا” يبدأ في 17 ديسمبر/ كانون الأول، فيما يبدأ “كاليندز” في الأول من يناير/ كانون الثاني، بحسب ما ذكرته كينيدي المتخصّصة في دراسات عيد الميلاد.
وأفادت كينيدي نقلاً عن بحث أكاديمي، أنّ مؤسّسي الكنيسة المسيحيّة الأوائل أدانوا ممارسات هذه الأعياد، لكنّ شعبيّتها استمرّت.
وإليك المزيد عن بعض تلك العادات القديمة:
“ألبان أرثان”
تعني عبارة “ألبان أرثان” باللغة الويلزيّة “ضوء الشّتاء”، وفق موقع “Farmers’ Almanac” الإلكتروني.
وقد يكون أقدم مهرجان موسمي للبشريّة.
ويُعد الانقلاب الشتوي جزءًا من التّقاليد الرّونية (Druidic)، وهو وقت الموت والانبعاث.
ويرتبط “Newgrange“، وهو نُصُب تذكاري يعود إلى عصور ما قبل التّاريخ، بمهرجان “ألبان أرثان”، وبُني الهيكل في أيرلندا عام 3,200 قبل الميلاد.
“ساتورناليا”
في روما القديمة، كان يمتد مهرجان “ساتورناليا” لسبعة أيّام. وكرّم الحدث إله الزّراعة الرّوماني، زُحل.
واستمتع الأفراد بالاحتفالات، وأخّروا شنّ الحروب بسببه، كما مُنِح العبيد حرّيات مؤقّتة، مع تخفيف القيود الأخلاقيّة خلالها.
“دونغزي”
لم تقتصر الاحتفالات بهذه المناسبة السنوية على الأوروبيّين القدماء. إذ تعود جذور مهرجان “دونغزي” للانقلاب الشتوي إلى الثّقافة الصينيّة القديمة.
واعتقد الأشخاص بتجسيد هذه الفترة ذروة الـ”يين” (من نظريّة الطّب الصيني). ويُمثّل الـ”يين” الظّلام، والبرد، والسّكون، وبالتالي أطول يوم في الشّتاء.
ويُمثّل “دونغزي” عودة الـ”يانغ”، والزيادة التدريجية للضّوء والدّفء.
.
المصدر: CNN
الوسوم
CNN
0 تعليق