يُشكّل استعمال الواقي الشمسي خطوة أساسية في روتين العناية التجميلية، أما الالتزام بتطبيقه في الترتيب الصحيح فهو ضروري للاستفادة من خصائصه الحامية من الشمس.
ويتحدّث خبراء العناية بالبشرة عن دور الواقي الشمسي وأهمية تطبيقه بانتظام لدى التعرّض المباشر للشمس، ولكنهم يغفلون أحياناً عن تسليط الضوء على أهمية ترتيب استعمال هذا المستحضر في الروتين اليومي للعناية بالبشرة.
الوقت المناسب
يشير خبراء العناية بالبشرة إلى ضرورة تطبيق الواقي الشمسي على البشرة بعد المُرطّب، فكريمات الترطيب تكون عادةً غنية بالعوامل المُرطّبة والمُطرّية مثل حمض الهيالورونيك والغليسيرين. وهي غالباً ما تحتوي على مكونات نشطة تستهدف مشاكل جلدية مختلفة.
إن وضع المُرطّب على البشرة بمفرده أو بعد المصل، يؤمّن امتصاص الجلد للمكونات النشطة بشكل صحيح مما يضمن فعاليته.
أما الواقي الشمسي فيتمّ تصميمه في المختبرات التجميليّة ليُشكّل طبقة واقية على سطح الجلد ويلعب دور درع يمتصّ الأشعة فوق البنفسجيّة إذا كانت مكوناته تحتوي على مرشحات كيميائية أو يعكس هذه الأشعة إذا كان يحتوي على مرشحات معدنية.
ويعمل هذا الدرع أيضاً على منع امتصاص البشرة للمكونات النشطة الموجودة في المرطّب لدى تطبيقه بعد الواقي الشمسي. وتجدر الإشارة في هذا المجال أيضاً إلى أن تطبيق المرطّب فوق الواقي الشمسي ممكن أن يُبطل مفعول الطبقة الحامية التي يشكّلها هذا الأخير على سطح البشرة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تجعل الحماية من الشمس بعد ذلك غير كاملة وغير منتظمة، مما يتسبّب بتلف في خلايا البشرة ناتج عن حروق الشمس وإلى زيادة خطر الإصابة بالشيخوخة المبكرة للبشرة وحتى سرطان الجلد.

الواقي الشمسي والماكياج
إذا كان المرطّب يُبطل مفعول الواقي الشمسي لدى تطبيقه فوقه، فهل هذا الأمر ينطبق أيضاً على مستحضرات الماكياج؟
تشير الدراسات العلميّة إلى أن تطبيق مستحضرات الماكياج فوق الواقي الشمسي لا يُبطل مفعوله. وهي تؤكّد أنه من الممكن إعادة وضع الواقي الشمسي خلال النهار حتى في حال تطبيق مستحضرات ماكياج على الوجه، كما يمكن استبداله برذاذ واق للشمس أو ببودرة مزوّدة بعامل حماية من الشمس في حالة الخوف من أن يتسبّب الواقي الشمسي بإفساد الماكياج.

أخطاء تُبطل مفعوله
لا ترتبط فعالية الواقي الشمسي بتراتبيّة تطبيقه فقط، ولكنها تتأثر أيضاً بعوامل أخرى منها اختياره وفقاً لنوع البشرة والبيئة التي يتمّ التواجد فيها، فالبشرة الجافة لا يُناسبها الواقي الشمسي الذي يتمّ تطبيقه على البشرة الدهنيّة، كما أن سكان المناطق المعتدلة لا يحتاجون إلى درجة الحماية التي تكون ضروريّة في المناطق الاستوائية.
ومن العوامل المؤثّرة في هذا المجال أيضاً نذكر مدة صلاحية الواقي الشمسي التي تؤثّر على فعاليته، إذ يُنصح بتجنّب استعمال أي مستحضر بعد مرور أكثر من 12 شهر على فتحه، كما يُنصح بتجنّب استعمال المستحضرات التي تمّ تعريضها لحرارة الشمس المباشرة لفترات طويلة لدى التواجد على الشاطئ. تتأثّر فعالية هذا المستحضر أيضاً بالكميّة التي يتم تطبيقها منه، إذ يُنصح بالالتزام بتطبيق 2 ملليغرام منه لكل سنتيمتر مربّع من الجلد، وإعادة تطبيقه كل ساعتين في حالة التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة على الشاطئ أو عند ممارسة نشاط رياضي في الهواء الطلق.
ويُشدّد الخبراء في هذا المجال على ضرورة عدم خلط الواقي الشمسي مع أي مستحضر آخر مثل كريم الأساس مثلاً، كما يجب الامتناع عن نقل محتواه إلى عبوة أخرى غير تلك الموجود فيها في الأصل.

واقٍ شمسي للوجه وآخر للجسم
يسأل البعض: هل يمكن تطبيق الواقي الشمسي الخاص بالوجه على الجسم أو الواقي الشمسي الخاص بالجسم على الوجه؟
يشير الخبراء إلى إمكانية حصول ذلك ولكنهم يُفضّلون استعمال نوعين مختلفين من الواقي الشمسي واحد للوجه وآخر للجسم، خاصةً أن صيغة هذا المستحضر المخصّصة للوجه تُلبّي مُتطلّبات هذه المنطقة والأمر نفسه ينطبق على الواقي الشمسي الخاص بالجسم.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن أفضل وقاية من الشمس تكون بعدم التعرّض المباشر لأشعتها وأن الواقي الشمسي لا يحجب الأشعة فوق البنفسجيّة بنسبة 100 بالمئة، حتى في حال تطبيقه بسخاء كما تلعب الملابس والقبعات والنظارات دوراً مهماً في مجال الحماية من الشمس يُنصح بالاستفادة منها في هذا المجال.
0 تعليق