يُعد شاي الماتشا المستخلص من أوراق الشاي الأخضر المطحونة بدقة، من أكثر المشروبات شعبية في العالم، خصوصاً بين عشاق الصحة واللياقة. ويُشتهر الماتشا بفوائده المتعددة، بما في ذلك تعزيز الطاقة، وتحسين التركيز، وتقليل التوتر بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة القوية مثل الكاتيكين وحمض الثيانين.

لكن مع تزايد الإقبال عليه، برزت تساؤلات حول تأثيره على مستويات الحديد في الجسم، خصوصاً لدى الأشخاص المعرضين لنقص الحديد أو فقر الدم، فما حقيقة هذا التأثير؟

بحسب دراسات علمية حديثة يحتوي الماتشا على مركبات البوليفينول، مثل الكاتيكين وحمض الكلوروجينيك، التي قد تُعيق امتصاص الحديد غير الهيمي (الموجود في المصادر النباتية مثل السبانخ والعدس) في الأمعاء. هذه المركبات ترتبط بالحديد في الجهاز الهضمي، ما يقلل من امتصاصه ويؤدي إلى طرح جزء منه خارج الجسم.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nutrients أن تناول الشاي الأخضر، بما في ذلك الماتشا، مع وجبات غنية بالحديد يمكن أن يقلل امتصاصه بنسبة تصل إلى 60% في بعض الحالات.

هذا التأثير يُعتبر محدوداً إذا تم استهلاك الماتشا باعتدال (1-2 كوب يومياً، أي نحو 2.5 - 5 غرامات من المسحوق)، خصوصاً إذا لم يُشرب بالتزامن مع الوجبات الغنية بالحديد.

وأوضحت الدراسة أن الاستهلاك المعتدل لا يؤثر بشكل كبير على مستويات الحديد لدى الأشخاص الأصحاء، لكنه قد يشكل خطراً على الأفراد الذين يعانون من نقص الحديد أو فقر الدم، خصوصاً النساء في سن الإنجاب أو الأشخاص النباتيين.

من جهة أخرى، يُشير خبراء التغذية إلى أن الماتشا قد يحمل فوائد تعويضية فهو غني بفيتامين C، الذي يعزز امتصاص الحديد غير الهيمي عند تناوله مع الأطعمة الغنية به، لكن لتحقيق هذه الفائدة، يُنصح بتناول الماتشا في أوقات منفصلة عن الوجبات الرئيسية.

وذكرت الدراسة أن التأثير السلبي المحتمل للماتشا يكون أكثر وضوحاً عند الإفراط في تناوله، فالكافيين والبوليفينولات بكميات كبيرة قد تسبب اضطرابات هضمية أو تؤثر على مخزون الحديد (الفيريتين)، ما قد يزيد مخاطر فقر الدم على المدى الطويل.

ولتقليل أي تأثير سلبي، ينصح الخبراء باتباع إرشادات بسيطة مثل تناول الماتشا بين الوجبات بفارق ساعة على الأقل، وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء أو البقوليات، وإدراج مصادر فيتامين C كالبرتقال في النظام الغذائي.