انصروا غزة ينصركم الله - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

 

غزة ليست مجرد مدينة، وليست بقعةً جغرافيةً على خارطة فلسطين المحتلة، بل هي آيةٌ من آيات العزّة، ومحرابٌ يعلو فيه صوت الحق، ومنارةٌ تضيء للأمة طريق الكرامة في زمنٍ تكاثرت فيه الغيوم، وتكالب فيه الأعداء، وتخاذل فيه القريب والبعيد. غزة اليوم لا تنزف دمًا فقط، بل تنزف صبرًا وإيمانًا، تنزف بطولةً وعزيمة، تنزف موقفًا لا يلين في وجه آلة البطش والعدوان.

غزة… صرخة الأمة في وجه العار

منذ متى كانت غزة بحاجة لمن يشهد لها؟ ألم تسطّر مجدها بدماء أطفالها؟ ألم تُعيد للأمة دروسًا في الكرامة غابت عن كثير من رجالها؟ ألم تُثبت للعالم بأسره أن الحق لا يُسحق، وأن العزيمة أقوى من الدبابات؟ غزة اليوم ليست وحدها في المعركة، بل نحن وحدنا من تخاذلنا عنها، نحن وحدنا من رضينا بالصمت والخنوع، بينما هي تعلّمنا من جديد أن الشرف لا يُشترى، وأن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع انتزاعًا ممن أرادوا استعباد الشعوب وتركيعها.

كيف يسوغ لنا أن نأكل ونشرب، وأطفال غزة يبحثون عن شربة ماء تحت الركام؟ كيف ننام في أمنٍ ودفء، ونساء غزة يستصرخن الأمة فلا مجيب؟ كيف نسير في الطرقات، ونُشغل أنفسنا بسفاسف الأمور، بينما هناك شعبٌ يُباد أمام أعيننا؟ أهذا زمانٌ رضيت فيه الأمة بالمذلة؟

واجبنا تجاه غزة… لا مجال للحياد

غزة اليوم لا تنتظر منّا بيانات الشجب، ولا بكائياتٍ جوفاء، ولا تباكيًا أمام الشاشات، بل تريد أفعالًا بحجم تضحياتها، مواقف ترتقي إلى مستوى الدماء التي تُسفك، وتحركات تتجاوز التردد والخوف والمجاملة السياسية. فمن لا ينصر غزة اليوم، فقد اختار أن يكون في صف الجلاد، ومن ادّعى الحياد في هذه المعركة، فقد حكم على نفسه بالخذلان.

فماذا نحن فاعلون؟

.إعلام مقاوم لا يعرف الخوف: ليكن لكلٍّ منا دوره في كشف جرائم الاحتلال وفضح زيف دعايته. لا نريد إعلامًا باردًا، بل نريد إعلامًا يُزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين.

.مقاطعة اقتصادية جادة: فالأموال التي ندفعها لمنتجات الاحتلال وداعميه تتحول إلى رصاص يُطلق على أطفال غزة. قاطعوا، فالمقاطعة ليست شعارًا، بل هي معركة بحد ذاتها.

.دعم مالي وإغاثي مباشر: أن تصل مساعداتنا لأهل غزة هو أضعف الإيمان، فمن لا يملك السلاح، فليُعطِ المجاهد زاده، وليُسعف الجريح، وليُطعم الجائع.

.ضغط سياسي لا يعرف التردد: أين هي الحكومات؟ ألعربيه والاسلاميه ؟ إن كان فيهم بقيةٌ من نخوةٍ وغيرة، فليتحركوا، ولينتصروا لشعب يُباد أمام أعينهم.

.دعاء لا يتوقف: لا تستهينوا بالدعاء، فهو سلاح المؤمن، وهو صرخة المستضعف، وهو سهمٌ لا يخطئ هدفه حين يخرج من قلبٍ صادقٍ مكلوم.

غزة… مدرسة الرجولة والشرف

يا أهل غزة، يا تاج الأمة، يا من تعيدون لنا عزّتنا في زمنٍ كثرت فيه الهزائم، وقلّت فيه المواقف، أنتم رأس الحربة، أنتم من ترسمون ملامح مستقبلٍ لا مكان فيه للعبيد، أنتم من تُعيدون لنا الثقة بأن هذا الاحتلال إلى زوال، مهما استمر عدوانه، ومهما صمت العالم على جرائمه.

يا غزة، إن كنتِ اليوم تحترقين بنيران الاحتلال، فإن نورك سيبدد ظلامهم، وإن كنتِ اليوم تدفعين ضريبة الصمود، فإن الأمة مدينة لكِ بحريتها وكرامتها. سيكتب التاريخ أن شعبًا صمد وحده حين خذله الجميع، وأن مدينة صغيرةً وقفت في وجه أعتى الطغاة، وأن رجالًا لم يخونوا عهد الأرض، ولم يبيعوا دماء الشهداء، ولم ينحنوا لعدوٍّ جاء ليكسرهم، فكسروه هم بصبرهم وثباتهم.

الحرب هذه ليست حربًا على غزة، إنها حربٌ على الأمة كلها، لكن غزة وحدها في الميدان، وغزة وحدها تواجه الطائرات والصواريخ، وغزة وحدها تدفع الثمن. فهل نخذلها كما فعل العالم؟ أم نكون معها كما يأمرنا ديننا، وضميرنا، وواجبنا؟

يا من في قلوبكم بقية من كرامة… انصروا غزة ينصركم الله!


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق