"خرق أمني".. كيف تسربت معلومات عن الضربات الأميركية على اليمن عبر "سيغنال"؟ #عاجل - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

عادةً ما يتمّ التخطيط للحروب الأميركية في مرافق آمنة للغاية، لكنّ إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خططت لضرباتها على اليمن باستخدام مجموعة دردشة جماعية، وشملت عن طريق الخطأ، رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية، جيفري غولدبرغ.

غولدبرغ، سرد في قصة مطوّلة، تفاصيل "الخرق الأمني" الذي حدث مع إدارة ترامب، قائلاً إنّه كان يعلم قبل ساعتين من بدء القصف الأميركي على اليمن يوم 15 آذار/مارس الجاري، والسبب في ذلك هو إرسال وزير الدفاع بيت هيغسيث، رسالة نصية له بخطة الحرب، والتي تضمّنت معلومات دقيقة عن حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت.

وأوضح أنّه قبل طلب اتصال على تطبيق "سيغنال" من مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل والتز، على أمل أنّه يريد الدردشة حول أوكرانيا، أو إيران، أو أي مسألة مهمة أخرى.

 

لكن بعد يومين، تلقّى غولدبرغ إشعاراً بانضمامه إلى مجموعة دردشة على "سيغنال" تحت اسم "مجموعة الحوثيين الصغيرة"، ضمّت 18 فرداً، من بينهم نائب ترامب جي دي فانس، وكبار مسؤولي الأمن القومي، والمبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف؛ وسوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض.

وأشار رئيس تحرير مجلة "ذي الأتلانتيك" إلى أنّ المسؤولين ناقشوا ضرب أهداف في اليمن. وفي صباح السبت الواقع في 15 آذار/مارس، أصبحت هذه القصة غريبة حقاً، حيث نشر حساب المسمى بيت هيغسيث "تحديثاً للفريق"، تضمن تفاصيل عملياتية للضربات المقبلة على اليمن، بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات.

ولفت إلى أنّ الشخص الوحيد الذي ردّ على تحديث هيغسيث هو نائب الرئيس فانس، الذي كتب: "سأدعو بالنصر"، فيما أضاف مستخدمان آخران لاحقاً رمزاً تعبيرياً للدعاء.

وبعد ساعتين من نص هيغسيث المُطوّل، سُمعت الانفجارات فعلاً في أنحاء العاصمة اليمنية، وقدّم مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز تحديثاً للمجموعة، وصف فيه العملية بأنّها "عمل مذهل".

وقال غولدبرغ إنّه، وبعد شكوكه، استنتج أنّ مجموعة دردشة "سيغنال" حقيقية، وانسحب منها، مُدركاً أنّ ذلك سيؤدي إلى إشعارٍ تلقائيٍّ لمنشئ المجموعة، مايكل والتز، بأنّه غادر، فيما لم يُلاحظ أحدٌ في الدردشة وجوده فيها، ولم يتلقَّ أيَّ أسئلةٍ لاحقةٍ حول سبب مغادرته، أو بالأحرى، هويته.

وبعد ذلك، راسل غولدبرغ والتز عبر البريد الإلكتروني، وأرسل له رسالة على حسابه في "سيغنال". كما راسل هيجسيث، وجون راتكليف، وتولسي غابارد، ومسؤولين آخرين.

وكتب في رسالة بريد إلكتروني: هل "مجموعة - الحوثيين الصغيرة - مجموعة حقيقية على سيغنال"؟ هل كانوا يعلمون أنّني مُدرجٌ في هذه المجموعة؟ هل أُدرجتُ (على الأرجح) عمداً؟ إن لم يكن كذلك، فمن ظنّوني؟ هل أدرك أحدٌ هويتي عند إضافتي، أو عند حذفي من المجموعة؟ هل يستخدم كبار مسؤولي إدارة ترامب "سيغنال" بانتظام في مناقشات حسّاسة؟ هل يعتقد المسؤولون أنّ استخدام مثل هذه القناة قد يُعرّض الموظفين الأميركيين للخطر؟".

وردّ المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، بعد ساعتين، مؤكداً صحة مجموعة "سيغنال". وكتب هيوز: "يبدو أنّ هذه سلسلة رسائل حقيقية، ونحن نتحقّق من كيفيّة إضافة رقم غير مقصود إليها".

وختم غولدبرغ ما كشفه عن الخرق الأمني بالقول: "لم أرَ اختراقاً كهذا من قبل. ليس من النادر أن يتواصل مسؤولو الأمن القومي عبر تطبيق سيغنال، لكنّ التطبيق يُستخدم أساساً للتخطيط للاجتماعات وغيرها من الأمور اللوجستية، وليس للمناقشات التفصيلية والسرية للغاية حول عمل عسكري وشيك. وبالطبع، لم أسمع قط عن حالة دُعي فيها صحافي لحضور نقاش كهذا".

(الميادين)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق