أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الجبل الأسود، ميلوجكو سابيتش، أهمية التعاون بين الجبل الأسود والناتو في مواجهة التحديات الأمنية العالمية، ولا سيما فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا وتعزيز الاستقرار في منطقة البلقان الغربية.

في مستهل المؤتمر، رحب روته برئيس وزراء الجبل الأسود في مقر الناتو، معبرًا عن تقديره لمساهمة بلاده المستمرة في دعم التحالف. وقال: "منذ سبع سنوات، أصبحت الجبل الأسود حليفًا قيمًا في الناتو، حيث تعزز حضورنا العسكري في لاتفيا وبلغاريا، وتدعم جهود حفظ السلام في كوسوفو، كما تساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن في العراق".

وأضاف روته أن الجبل الأسود أظهرت التزامًا قويًا في إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، ما يعكس التزامها بأهداف الناتو في تعزيز القدرة الدفاعية.

وأشار إلى أن الوضع في أوكرانيا يتطلب دعمًا عاجلًا من جميع حلفاء الناتو لمواجهة التحديات التي يواجهها الشعب الأوكراني، وعبّر عن امتنانه للدعم الذي قدمته الجبل الأسود بما في ذلك توريد المعدات العسكرية والمساعدة من خلال حزمة المساعدة الشاملة للناتو.

في سياق متصل، تناول المؤتمر أيضًا الوضع في أوكرانيا، حيث أوضح روته أن روسيا لا تزال تحقق مكاسب على الأرض، رغم التحديات التي تواجهها أوكرانيا، بما في ذلك الهجمات واسعة النطاق التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية الحيوية. وقال: "قد يكون هذا هو أصعب شتاء تمر به أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي الشامل في 2022."

وبالنسبة للوضع في البلقان، أكد روته أن الجبل الأسود تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشيدًا بإسهاماتها في مهام الناتو في كوسوفو وغيرها من المناطق.

كما أشار إلى الهجمات الأخيرة على البنية التحتية في شمال كوسوفو، مؤكدًا ضرورة التحقيق في تلك الهجمات ومعاقبة المسؤولين عنها، في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجهها المنطقة من أطراف معادية.

من جانبه، شدد رئيس وزراء الجبل الأسود، ميلوجكو سابيتش، على التزام بلاده الثابت بدعم أمن واستقرار المنطقة. وقال: "نحن نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا في الناتو لتعزيز أمننا الجماعي، ونعمل أيضًا على تعزيز الإصلاحات الداخلية استعدادًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي."

وتناول سابيتش أيضًا التهديدات الهجينة التي تتعرض لها الجبل الأسود من جهات خارجية، مشيرًا إلى أن بلاده كانت أول دولة تتلقى دعمًا من الناتو في مجال مكافحة التهديدات الهجينة، بما في ذلك الهجمات السيبرانية والتضليل الإعلامي. وأضاف: "نحن ملتزمون بتعزيز قدرتنا على الصمود، ولن نسمح لأي قوة خارجية بزعزعة استقرارنا أو إضعاف دعمنا لأوكرانيا."

المملكة