في قاعة الاجتماعات بمقر نادي ليفربول الإنجليزي 24 مايو 2024 جلس الهولندي آرني سلوت، مدرب فريق ليفربول الأول لكرة القدم، بهدوء أمام الطاولة، يوقع على العقد الذي انتظره طويلًا، ومضت الكاميرات من حوله، لكنه لم يكن يرى سوى صورة واحدة في ذهنه.. صورة طفل صغير في شوارع مدينة زفوله كان يحلم بيومٍ كهذا.
وقال لوسائل الإعلام الحاضرة آنذاك: «التاريخ لا ينتظر.. سأصنعه هنا مع ليفربول».
في عام 1978، وُلد آرني في المدينة الهولندية الصغيرة، ومنذ نشأته، لم يكن أسرع اللاعبين ولا أقواهم، وصف بالرجل الصامت، لكنه كان يفكر بطريقة مختلفة، كان يرى التمريرات قبل أن تحدث، ويفهم زوايا اللعب، ويتحدث كرة القدم بطلاقة نادرة.
لعب سلوت مسيرة متواضعة مع أندية، مثل بي إي سي زفوله، وناك بريدا، ولم يكن نجم الشباك، بل كان قائدًا في الخفاء. وعندما حان وقت الاعتزال، لم يتردد، فقد كان يعرف أن مستقبله الحقيقي على خطوط دكة البدلاء، وليس فوق العشب.
بدأ مسيرته مساعدًا في فرق صغيرة، يتعلم، ويلاحظ، ويخطط، ثم جاءت فرصته الذهبية عام 2019 مع فريق إي زد ألكمار.
هناك فجّر سلوت مفاجآت مدوية، وفرض اسمه بقوة المدرب الذكي الذي يلعب كرة هجومية منظمة، ثم خطا خطوته الكبرى مع فينورد، بعدها بعامين أعاد الفريق العريق إلى منصة الأبطال بعد أعوام من الغياب، قادهم للفوز بالدوري، وكأس هولندا، ووصل لنهائي دوري المؤتمر الأوروبي.
وبعد أعوام من الكفاح في الظل، أصبح آرني سلوت الرجل الذي يحمل أحلام مدينة ليفربول بأكملها، ويقف على إرث الألماني يورجن كلوب، الذي سبقه، وأمامه مستقبل ينتظر أن يُكتب بحروف من ذهب، كان أولها تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي لموسم 2025، الأحد.