كشفت صور الأقمار الصناعية، الإثنين، حجم الدمار المهول الذي خلفه الانفجار العنيف الذي ضرب قطاع رجائي في ميناء بندر عباس الإيراني، أحد أكبر الموانئ في البلاد. وأظهرت الصور الملتقطة من شركة "بلانيت لابز بي بي سي" انتشار الدمار على مساحة واسعة، مع ظهور حفرتين كبيرتين بلغ عرض كل منهما نحو 50 متراً، وسط أنقاض وحطام متناثر.   

وبحسب آخر التحديثات، ارتفع عدد الضحايا إلى 65 قتيلاً وأكثر من 1000 جريح، فيما لا تزال فرق الإنقاذ والإطفاء تعمل على احتواء تداعيات الكارثة.
 

الغموض يلف الأسباب.. ونفي رسمي لوجود شحنات عسكرية

رغم أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى احتمال وجود مواد كيميائية مرتبطة بصناعة الصواريخ الباليستية، إلا أن السلطات الإيرانية نفت أي علاقة للانفجار بشحنات عسكرية.

حتى الآن، تؤكد التحقيقات الأولية أن الحادثة نتجت عن سوء تخزين لمواد خطرة داخل مستودعات الميناء، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة هذه المواد أو أسباب الانفجار المتسلسل الذي دمر عدة مبانٍ.
 

ردود فعل رسمية وتحقيقات موسعة

أعلن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، خلال مؤتمر صحفي في بندر عباس، أن هناك "تقصيراً واضحاً" في تطبيق معايير السلامة، مشيراً إلى أن السلطات استدعت عدداً من المسؤولين لمتابعة التحقيقات.

وشدد مؤمني على أن الحريق بات "تحت السيطرة بنسبة 90%"، فيما تتواصل أعمال التبريد وإزالة الركام، تمهيداً لإعادة إدارة الموقع إلى السلطات المحلية خلال الساعات المقبلة.
 

كما وجه مؤمني بضرورة تسريع التحقيقات ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، مع مراجعة عاجلة لجميع إجراءات تخزين المواد الخطرة، لضمان عدم تكرار هذه الكوارث مستقبلاً.

مساعدات دولية وإعلان الحداد الوطني

في مشهد لافت للتضامن، أعلنت عدة دول من بينها روسيا والسعودية والإمارات وتركيا إرسال مساعدات إلى إيران لدعم جهود الإغاثة. كما أمرت الحكومة الإيرانية بإعلان الحداد الوطني لمدة يومين، فيما تستمر مراسم دفن الضحايا وسط أجواء من الحزن والغضب الشعبي.

وتزامن الانفجار مع لحظة حساسة دولياً بالنسبة لإيران، إذ تواصل طهران مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة عبر وساطة عمانية، مما يضفي على الحادث أبعاداً إضافية سياسية وأمنية.