في فصل الربيع، تتزايد الإصابة بالأمراض الموسمية، وعلى رأسها السعال، الذي قد يكون مزعجًا ومؤلمًا، وفي حال إهماله قد يتطور إلى التهاب رئوي خطير يصيب أنسجة الرئة.

وتوضح الدكتورة أولغا شوبو، أخصائية إعادة التأهيل المناعي والطب التكيفي والوقائي، أن السعال لا يرتبط دائمًا بعدوى، فقد يحدث نتيجة أسباب أخرى مثل السعال القلبي الناتج عن أدوية ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين وكبار السن، أو السعال المرتبط بالارتجاع المعدي المريئي الذي يؤدي إلى تهيج الحنجرة، كما قد يظهر بسبب التهاب البلعوم الأنفي لدى الأطفال والبالغين نتيجة تدفق المخاط نحو الحنجرة.

وأضافت أن التهابات الجهاز التنفسي تؤدي إلى أعراض متنوعة حسب الجزء المصاب، إذ يسبب التهاب البلعوم سعالًا متكررًا، فيما ينتج عن التهاب الحنجرة سعال خشن يشبه النباح، بينما يؤدي التهاب القصبة الهوائية إلى سعال جاف يصعب السيطرة عليه. أما التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، فتختلف فيهما طبيعة السعال وتستدعيان زيارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة ووصف العلاج المناسب.

وأكدت الدكتورة شوبو أن بعض حالات السعال لا تتطلب علاجًا طبيًا خاصًا، لاسيما السعال الرطب النادر الذي يسمح بخروج البلغم بسهولة دون أن يؤثر على النوم الليلي.

ولتحسين حالة الجهاز التنفسي وتسهيل خروج البلغم، توصي الطبيبة بضبط المناخ داخل الغرفة عبر الحفاظ على درجة حرارة تبلغ 23 درجة مئوية، ورطوبة هواء تتراوح بين 40% و60%، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من السوائل.

وفي حال تسبب المخاط بتهيج الحلق وعدم القدرة على طرده أو بلعه، تنصح بتناول مشروبات دافئة محلاة، ومص أقراص معالجة لالتهاب الحلق، مع تجنب الأكل قبل النوم بثلاث ساعات، ورفع رأس السرير لتسهيل تصريف المخاط. كما تعتبر جلسات الاستنشاق المنزلية وسيلة فعالة لتحسين الحالة خلال يومين إلى ثلاثة أيام.

بعد تحديد السبب الدقيق للسعال، قد يصف الطبيب أدوية تستهدف النهايات العصبية الحساسة في الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، مما يقلل من نوبات السعال.

وشددت الدكتورة على أن ارتفاع الحرارة الحاد، أو القشعريرة، أو ألم الصدر عند التنفس أو السعال، من الأعراض الخطيرة التي قد تدل على الإصابة بالتهاب رئوي، مما يتطلب استشارة الطبيب بشكل عاجل.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك