يتعين على الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب فريق أرسنال الإنجليزي الأول لكرة القدم، التغلب على إحدى أكثر الشخصيات تأثيرًا في مسيرته، عندما يواجه مواطنه لويس إنريكي، مدرب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، الثلاثاء، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي يلهث وراء لقبها الفريقان.
ويستضيف أرسنال المواجهة الأولى في لندن العاصمة البريطانية، إذ يطمح أرتيتا إلى تحقيق نتيجة طيبة تعزز آماله في بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه بعد 2006، عندما خسر أمام برشلونة الإسباني 1ـ2 في باريس العاصمة الفرنسية.
ويقف بينه وبين المباراة النهائية المنتظرة في ميونيخ، نهاية مايو المقبل، صديق مقرّب، لعب إلى جانب بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي الحالي، دورًا كبيرًا في تحوّله من لاعب إلى مدرب.
كان إنريكي لاعبًا مخضرمًا في برشلونة عندما استهل أرتيتا مشواره في ملعب «كامب نو»، في فترة تركت أثرًا كبيرًا على فلسفته التدريبية في أرسنال.
قال أرتيتا عن تلك الفترة: «كان داعمًا كبيرًا للاعبين الشبان، كان صاحب شخصية قوية، لدي ذكريات جيدة جدًا معه، ما أحبه فيه أنه يترك بصمته أينما ذهب، لاعبًا أو مدربًا، يمكنك أن تشعر أنه فريقه من خلال طريقة اللعب، الطريقة التي يريدون الهجوم فيها والسيطرة على المباريات».
تفوّقَ التلميذ على معلمه هذا الموسم، عندما التقى الفريقان في دور المجموعة الموحدة، وفاز أرسنال بهدفي الألماني كاي هافيرتس، وبوكايو ساكا في الشوط الأول على ملعب الإمارات في أكتوبر.
لكن سان جيرمان تطور كثيرًا منذ اللقاء الأخير، خاصة بعدما قرر إنريكي إبعاد عثمان ديمبيليه، مهاجم الفريق، عن مباراة أرسنال لأسباب انضباطية، و«أنانيته»، ما ألهم اللاعب الدولي لفتح صفحة جديدة مشرقة مع النادي.
رهان شرس لا يخشى أرتيتا اعتماده، مضيفًا: «أقدّر صراحته، ينظر في عينيك ويقول رأيه، اللاعبون يعجبهم هذا الأمر، شخصيته رائعة وقوية، طاقته رهيبة، تعلمت الكثير منه».
وتابع أرتيتا، صاحب الـ43 عامًا، الذي يحتل فريقه وصافة الدوري الإنجليزي للموسم الثالث تواليًا: «بالنسبة لي، هو أحد أفضل المدربين في العالم، وقد ساعدني كثيرًا، لدي احترام كبير له شخصًا ولطريقة عمله».
ويبدو الشعور متبادلًا بين الرجلين، إذ قال إنريكي، البالغ من العمر 54 عامًا، الذي قاد برشلونة إلى لقب المسابقة عام 2015: «هو أحد أفضل المدربين راهنًا، لقد بدّل وجه أرسنال من فريق غير قادر على إحراز الألقاب إلى أحد أفضل الأندية المنافسة».
وفيما سيكون اللقاء عاطفيًا بين الرجلين في شمال لندن، مساء الثلاثاء، فسيضعان صداقتهما جانبًا، نظرًا لأهمية المواجهة في تاريخ الناديين.
لم يحرز «المدفعجية» اللقب في تاريخهم، وعلى غرارهم بلغ سان جيرمان النهائي مرة يتيمة عندما خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني 0ـ1 في 2020.
لا شك في أن إحراز أرتيتا لقب دوري الأبطال سيدخله تاريخ أرسنال، ويحسم أحقيته بقيادة النادي.
لم يُتوّج أرسنال بأيّ لقب في خمسة أعوام منذ نيّل أرتيتا لقبه الوحيد مع الفريق الأحمر في الكأس المحلية.
ويخوض أرسنال نصف النهائي، بعد فوزه في ربع النهائي، عندما أقصى ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب 15 مرة قياسية، آخرها الموسم الماضي، 5ـ1 بمجموع مباراتين شهدتا سطوع نجم ديكلان رايس، لاعب الارتكاز، صاحب هدفين من ركلتين حرتين مباشرتين ذهابًا.
ويبدو أن زملاء ساكا، العائد من إصابة، رضخوا لليفربول في الدوري بعد سلسلة من إهدار النقاط، بعد إصابات عدة ضربت هجوم الفريق، خاصة مع غياب هافيرتس، والبرازيلي جابريال جيزوس، حتى نهاية الموسم.
وفي أول نصف نهائي لأرسنال، منذ خسارته أمام مواطنه مانشستر يونايتد في 2009، يعول على حماسة جماهيره، التي تركت أثرًا إيجابيًا لدى استقبال ريال مدريد.
قال البلجيكي لياندرو تروسار، مهاجم أرسنال عن اللقاء: «ستكون الأجواء كهربائية مع الجماهير وراءنا، وسيدفعوننا إلى الأمام».
وبحال شارك تروسار أساسيًا، فسيتراجع الإسباني ميكل ميرينو إلى مركزه الاعتيادي في منتصف الملعب، في ظل إيقاف الغاني توماس بارتي.
في المقابل، ينوي سان جيرمان إضافة ضحية إنجليزية ثالثة تواليًا في الأدوار الإقصائية، بعد ليفربول بركلات الترجيح، ثم أستون فيلا 5ـ4 بمجموع المباراتين.
ويأمل فريق العاصمة بأن يستعيد ديمبيليه، أبرز مهاجمي القارة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، شهيته التهديفية.
سجل ديمبيليه 25 هدفًا في 20 مباراة بمختلف المسابقات بين منتصف ديسمبر ومنتصف مارس، وأسهم إنريكي في تطوره الفني بعدما حوله من لاعب جناح إلى رأس حربة.
لكن حاسة ابن الـ 27 التهديفية تراجعت منذ تسجيله هدفًا حاسمًا في مرمى ليفربول على ملعب أنفيلد، وأحرز مرتين فقط في آخر سبع مباريات.
ومع غياب ديمبيليه عن التسجيل في المباريات الأخيرة، برز مع حامل لقب الدوري الفرنسي في المواسم الأربعة الأخيرة لاعبون آخرون، منهم برادلي باركولا، وديزيريه دويه، والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا.
وفي تاريخ مواجهات الفريقين، فاز أرسنال مرتين، وتعادلا ثلاث مرات، علمًا أن الأول بلغ نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية البائدة على حساب سان جيرمان في 1994.