هاي كورة – يشهد تاريخ الكرة الإسبانية صراعاً أزلياً بين قطبي الكلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، حيث تعاقب على ارتداء قميصي العملاقين نخبة من اللاعبين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في سجلات الناديين، لكن بعضهم حمل وصمة الخيانة في نظر الجماهير.

في خمسينيات القرن الماضي، شهدت الساحة الكروية قصة مثيرة مع الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو، الذي كان على وشك الانضمام لبرشلونة قادماً من ميوناريوس الكولومبي، قبل أن يخطفه ريال مدريد في صفقة أشعلت الصراع بين العملاقين.

تكررت قصص الانتقال المثيرة للجدل مع لويس إنريكي، الذي انتقل من ريال مدريد إلى برشلونة في صيف 1996، ليتحول من لاعب متواضع سجل 15 هدفاً في 5 مواسم مع الملكي، إلى نجم ساطع أحرز 73 هدفاً بقميص البلوغرانا.

شكل لويس فيجو صدمة كبرى لجماهير برشلونة عندما قرر الانتقال إلى ريال مدريد في صيف 2000 مقابل 58 مليون يورو، في صفقة جعلت منه الخائن الأكبر في نظر الكتالونيين، حتى أنهم قذفوه برأس خنزير في إحدى مباريات الكلاسيكو.

أما رونالدو الظاهرة فكتب قصة مختلفة، حيث تألق مع برشلونة موسماً واحداً سجل خلاله 47 هدفاً، قبل أن يرحل إلى إنتر ميلان ثم يعود للدوري الإسباني من بوابة ريال مدريد عام 2002.

صامويل إيتو قدم نموذجاً فريداً للانتقام، فبعد تجاهله في ريال مدريد وإعارته لمايوركا، انتقل إلى برشلونة ليبدأ رحلة تألق استثنائية، متعمداً الاحتفال بطريقة استفزازية أمام الملكي في كل مباريات الكلاسيكو.

بينما تحول إنريكي من مجرد لاعب عادي في ريال مدريد إلى أسطورة في برشلونة، حيث قضى ثماني سنوات حافلة بالإنجازات قبل أن يعتزل في 2004، ليعود لاحقاً مدرباً للفريق الكتالوني.

شكلت هذه الانتقالات محطات فارقة في تاريخ الكلاسيكو، وعمقت من حدة المنافسة والعداء بين الناديين العريقين، لتبقى شاهدة على قصص الولاء والخيانة في عالم كرة القدم.

أضحت هذه القصص جزءاً لا يتجزأ من الفولكلور الكروي الإسباني، تتناقلها الأجيال وتزيد من سخونة المواجهات بين العملاقين.