حتى لا يقع ريال مدريد في مصيدة التسلل مرة أخرى أمام برشلونة! - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حتى لا يقع ريال مدريد في مصيدة التسلل مرة أخرى أمام برشلونة! - عرب فايف, اليوم السبت 26 أبريل 2025 03:16 مساءً

شكؤا متابعينا الكرام لمتابعتكم خبر عن حتى لا يقع ريال مدريد في مصيدة التسلل مرة أخرى أمام برشلونة!

لِنَتَحلَّ ببعض الصراحة: توقع فوز برشلونة على ريال مدريد السبت القادم ليس تخمينًا اعتباطيًا، بل نتيجة طبيعية لمسار الفريقين في الأسابيع الأخيرة، فالبرسا، رغم كل عيوبه، يبدو أكثر تماسكًا وأقل عرضة للأخطاء القاتلة، بينما يترنح الريال تحت وطأة مشاكله الدفاعية وتكرار أخطاءه، خاصة المتعلقة بالوقوع الدائم في مصيدة التسلل، والتي تحوّلت إلى كابوس حقيقي، فريال مدريد لا يخسر بسبب ضعف إمكانياته فقط، بل بسبب تلك اللحظات القاتلة التي يخسر فيها تركيزه، حاول فقط أن تتذكر:  كم مرة شاهدنا أهدافًا تذهب أدراج الرياح بسبب تسللٍ ملليمتري؟ وكم مرة تحوّل هجوم واعد إلى كابوس بسبب توقيت خاطئ فقط؟ 

ولذلك فريال مدريد يقف اليوم بكل صلفه من ناحية، وتاريخه من ناحية أخرى، على حافة الهاوية، ليس بسبب نقص المواهب أو الآداء المتذبذب الضعيف فقط، بل بسبب ذلك الشبح الذي يطارده في كل ملعب، وتحت كل سماء: “شبح الخوف من السقوط في التسلل”، فالبطل والضحية عادةً ما يتشاركان وجوهًا عديدة، وينفصلان فقط في خطوة واحدة مبكرة، خطوة قد تكون الفارق بين هدف يهز الشباك، وصافرة تقطع الاحتفال، وكما تعرفون جميعًا، فالكلاسيكو لا يغفر، والفرصة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمر الآن ككرة ساقطة في منطقة الجزاء، فهل يلتقطها أحد، أم أننا سنشاهد نفس السيناريو مرةً أخرى؟

لدغة قديمة

في الكلاسيكو قبل الماضي، سجل برشلونة انتصارًا مهمًا على ريال مدريد بأربعة أهداف نظيفة في اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب سانتياجو برنابيو، ليعزز صدارته للدوري الإسباني بفارق ست نقاط كاملة في هذا الوقت، حيث جاء هذا الفوز الكبير نتيجة أداء تكتيكي متكامل من الفريق الكتالوني، نجح خلاله في تحييد خطورة كيليان مبابي عبر تطبيق مصيدة التسلل بفعالية، قبل أن ينفجر هجوميًا في الشوط الثاني، كما ظهر التفوق الكاتالوني جليًا في تنظيم الخطوط الدفاعية والهجومية، فتمكن الفريق من تقليص المساحات أمام مهاجمي الريال بشكل ملحوظ، بينما استغل الثغرات الدفاعية لخصمه بذكاء، وقد طرحت هذه المباراة العديد من التساؤلات حول أداء ريال مدريد، خاصة في القطاع الدفاعي الذي ظهر متخاذلاً أمام الهجمات المنظمة للفريق الزائر، والشق الهجومي الذي سقط في المصيدة التي أعدها فليك ببراعة. 

وكما توقّع المحللون، شكّلت مصيدة التسلل التي نصبها برشلونة محور النقاش الرئيسي في الشوط الأول من المواجهة، في مفارقة لافتة، فبينما أسقط الفريق الكتالوني بايرن ميونخ في فخ التسلل مرتين فقط خلال الشوط الأول قبل تلك المباراة بأسبوع واحد، إلا أن هذا الرقم قد تضاعف أربع مرات خلال الأربعين دقيقة الأولى في برنابيو، حيث ارتبطت 8 من هذه الحالات مباشرةً بحركات كيليان مبابي الهجومية، وقد ظهرت أول حالة تسلل واضحة بعد دقيقتين فقط من صافرة البداية، كما هو موضح أدناه، فبينما كان باو كوبارسي يغطي إدوارد كامافينجا، وجولز كوندي منشغلاً بمراقبة فينيسيوس جونيور خلفه، وجد مبابي نفسه في مساحة شاسعة، لكن تقدمه المبكر قليلاً، ورغم صغر المسافة، كان كافياً لإسقاطه في الفخ.

كيليان مبابي – ريال مدريد – (المصدر:Gettyimages)

وقد تكرر المشهد هذا بأشكال مختلفة خلال الشوط الأول، حيث تحوّلت خطورة الهجمات المرتدة لريال مدريد إلى أرقام جافة في سجلات الحكام المساعدين، أما اللافت في هذه المصيدة ليس فقط تكرارها، بل دقة توقيت تنفيذها، فقد لعب خط دفاع برشلونة كوحدة متكاملة، يتحرك أعضاؤه بتناغم آلي مذهل، وفي اللحظة التي يبدأ فيها أحد لاعبي خط الوسط الأبيض حركة التمرير الأمامي، يندفع المدافعون الأربعة للأمام وكأنهم آلة واحدة،  هذه الآلية الدفاعية، رغم خطورتها، أثبتت فعاليتها في تحييد أسرع لاعبي الريال وأكثرهم خطورة، حيث عاد الثنائي الهجومي لريال مدريد لتكرار المحاولة في الدقيقة 14، لكن هذه المرة من مسافة أبعد. 

وبينما كان خط دفاع برشلونة يتراجع بطريقة منظمة، وجد مبابي نفسه أمام فرصة واعدة مع مسافة كبيرة بين المدافعين، إلا أن توقيت انطلاقته المبكر، ولو بفارق ضئيل، أفسد الفرصة مرة أخرى، كما كشفت تلك الحركة نقطتين أساسيتين:

انضباط دفاع برشلونة في الحفاظ على خط متوازٍ حتى مع تغيير حركته ومكانه الكثيف والمستمر.

إصرار ريال مدريد على استغلال سرعة مبابي رغم فشل المحاولات السابقة. 

الغريب في الأمر، أننا شهدنا تكرارًا لنفس السيناريو في الدقيقة التاسعة عشر، مع اختلاف في الجهة فقط، حيث انطلق مبابي هذه المرة من الجهة اليسرى، مستفيدًا من اندفاع أليخاندرو بالدي إلى الإمام، لكن الحكم المساعد رفع راية التسلل مجددًا، بعدما تبين له أن المهاجم الفرنسي يتقدم بمسافة واضحة عن آخر مدافع، لتتحول هذه الهجمات من تهديد حقيقي إلى مجرد أرقام في سجل التسلل، مما أثر سلبًا على معنويات المهاجمين وقلل من جرأتهم في المحاولات اللاحقة. 

في الدقيقة الثلاثين، شهدنا الحالة الأكثر هامشية على الإطلاق، حين اخترق مبابي الفجوة الضيقة بين إينيجو مارتينيز وكوبارسي ببراعة، لكن انطلاقته التي سبقت آخر مدافع بجزء من الثانية وملليمتر واحد، كشفت أيضًا عن دقة النظام الآلي في الدوري الإسباني، حيث أظهرت الصورة المتكررة على الشاشة أن التسلل لم يتجاوز بضعة سنتيمترات، هذه اللحظة بالذات تجسد المعضلة الحقيقية لريال مدريد، حيث تحولت الانطلاقة المبكرة ولو بمقدار ضئيل إلى كابوس متكرر، كما كشفت براعة الدفاع الكتالوني، خاصة في حركة مارتينيز وكوبارسي المتزامنة، رغم المسافة البعيدة نسبيًا بينهما.

والسر هنا بالطبع يكمن في التزامن الدفاعي الذي حوّل خط الدفاع إلى جدار متحرك واحد، كل خطوة للأمام كانت محسوبة ببراعة، كل حركة للمدافعين كانت رد فعل مبرمجًا على أدق التفاصيل، لم يكن الأمر مجرد مصيدة تسلل عادية، بل آلة دفاعية تعمل بلا توقف، تتنبأ بكل محاولة هجومية قبل أن تحدث، ولذلك تمكن الكتلان من تحويل من تحويل أسرع لاعبي العالم إلى مجرد رقم في سجل التسلل، ليس مرة أو مرتين، بل مرارًا وتكرارًا، فلم يكتفِ الخط الدفاعي بالتصدي للخطر، بل حوّله إلى نقطة ضعف يستغلها لصالحه، حيث تحدثت الأرقام عن ست حالات تسلل في شوط واحد، لكن الحقيقة تكمن في ما وراء هذه الأرقام: انضباط لا يتزعزع، تركيز لا ينفصم، وفهم عميق لنقاط القوة والضعف في الخصم، برشلونة لم يكتفِ بالفوز، بل أعطى درسًا في كيف يمكن لفريق أن يتحول إلى آلة دفاعية لا ترحم، لكن كيف نجح برشلونة في تنفيذ هذه الخطة بهذه الدقة؟

القتال حتى الموت 

صاغ المدرب هانسي فليك فريقًا مثيرًا للترفيه لكنه قابل للهزيمة، ولعل أكثر ما يثير الاهتمام في نسخة برشلونة الحالية هو أنه لا يوجد فريق كبير آخر في أوروبا يلعب بنفس طريقتهم، حارس المرمى ينطلق ليكسح نصف الملعب، بينما ينتشر الدفاع عند خط المنتصف، في حين يضغط لاعبو خطي الوسط والهجوم من أعلى نقطة لإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء.

وفي حين أن الفريق يتمتع بمتوسط استحواذ يبلغ 67%، إلا أنه خصومه يسجلون أدنى معدل إتمام للتمريرات مقارنة بجميع دوريات أوروبا الخمس الكبرى، والسر هو ضغط برشلونة العالي الذي يجبر المنافسين على ارتكاب الأخطاء ويساعد الفريق على السيطرة على الكرة، وفي صميم خطة فليك أيضًا يكمن التزام غير عقلاني تقريبًا بمصيدة التسلل. 

فبينما يسجل برايتون أعلى عدد حالات تسلل في الدوري الإنجليزي بـ 65 حالة، وشتوتجارت في البوندسليجا بـ54 حالة، فإن برشلونة تسبب في 115 حالة تسلل في الدوري الإسباني هذا الموسم، بفضل دفاع مدرب يترك مساحات تصل إلى 50 ياردة خلفه، أو كما يؤكد فليك نفسه “يبدو الأمر خطيرًا من الخارج، لكنه ليس كذلك فعلًا”، وتعتمد هذه الإستراتيجية على تنسيق تام بين خط الدفاع، حيث يتحرك الجميع كوحدة واحدة، محولين الملعب إلى فخ كبير للخصوم، ورغم المخاطر الظاهرة، تثبت الأرقام أن هذه الطريقة فعالة في تعطيل هجمات المنافسين، خاصة تلك التي تعتمد على المرتدات السريعة خلف الدفاع، وتتطلب هذه الطريقة التزامًا مطلقًا من اللاعبين بالطبع.  

“أي لاعب يتراجع مترًا واحدًا، سأستبدله فورًا”. 
 هكذا حذر فليك لاعبيه فيما بين شوطي مباراة مدريد السابقة. 

وقد آتت تلك الفلسفة أكلها فعلًا، فقد نجح الفريق في الإيقاع بخصومه في موقف تسلل 262 مرة خلال 52 مباراة رسمية، وهو رقم استثنائي، خاصة عند مقارنته بتوتنهام، ثاني أفضل فريق في هذا الجانب، والذي حقق 133 حالة تسلل فقط في 52 مباراة، وهو ما يبرر أيضًا تمسك برشلونة بذلك الجانب من اللعبة، إذ يظل خط دفاع برشلونة المتقدم لغزًا كرويًا بحد ذاته، ومخاطرة محسوبة بدقة تصل إلى حد التهور، فبين دقة التوقيت وانسجام الحركات، يصبح هذا الخط أشبه بسيف ذي حدين: إما أن يقطع الطريق على الهجمات من جذورها، أو يترك مساحات شاسعة كفيلة بتحويل أي خطأ بسيط إلى كارثة.

الفريق عدد المباريات عدد حالات التسلل برشلونة 52 262 توتنهام 52 133 أستون فيلا 52 133 ليفربول 51 96 أتلتيك بلباو 48 95
المصدر: 365Scores – محدث حتى أبريل 2025

والدليل هو ما حدث خلال مواجهة إشبيلية مثلا، حيث تجلت هذه المفارقة بوضوح صارخ، وفي اللحظة التي بدا فيها أن هدف ليفاندوفسكي سيُطوي صفحة المباراة، انكشفت هشاشة هذا النظام الدفاعي الجريء، مع وجود لاعبين مثل ساؤول نيجيز، بتمريرته الساحرة التي شقّت الدفاع، وإدواردو فارغاس بإنهائه المميز، الذين كتبا فصلًا جديدًا في سجل الثغرات الدفاعية للبلوجرانا.

حيث أن اللحظة التي تخلّف فيها أراوخو بضعة سنتيمترات، كشفت كيف يمكن لانكسار بسيط في الانسجام أن يحوّل مصيدة التسلل إلى فخ ذاتي، العجيب في الأمر حقًا، أن برشلونة لم يستسلم لهذا الخطأ، فمع بداية الشوط الثاني، وبعد نجاح دودي لوكيباكيو في اختراق المصيدة مرة أخرى، شهدنا تحولاً دفاعياً مثيراً، كأن الفريق قرر أن يرفع سقف تركيزه إلى مستوى جديد، حيث أصبحت كل حركة مدروسة بصرامة تكاد تلامس الكمال. 

من خلال المثال السابق، في لقطة كادت أن تدخل الفريق في حالة الشك ومحاولة تغيير الأفكار، لكن هذا لم يحدث وتأتي الحقيقة التي لا تقبل الجدل: مصيدة التسلل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هوية برشلونة الدفاعية تحت قيادة فليك، نعم، هناك ثمن يجب دفعه، ونكسات لا مفر منها، لكن الإصرار على هذه الإستراتيجية يخبرنا الكثير عن فلسفة الفريق الجريئة، واختياره أن يسير على الحافة، ليس لأنه يحب المخاطرة فقط، بل لإيمانه أن الفن الحقيقي لا يولد إلا من رحم القتال المستمر، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل ستستمر هذه الخطة في تحقيق النجاح، أم أن برشلونة يسير على حافة الهاوية باختياره لعبة بهذا القدر من المخاطرة؟

تريكس 

يواجه فليك تحديًا آخر يتمثل في تطور أساليب الخصوم لاختراق خط دفاعي برشلونة المرتفع، والذي أظهر هشاشة أمام نوعين محددين من الهجمات، النوع الأول هو ما أطلق عليه مهاجم ريال سوسيداد تاكي كوبو اسم “الانطلاقات الثانوية من خط الوسط”، كما أوضح بعد فوز فريقه على برشلونة في نوفمبر الماضي: “درسنا خط دفاعهم المرتفع، أعتقد أنهم لا يأخذون في الاعتبار انطلاقات لاعبي الخط الثاني، بما في ذلك لاعبو خط الوسط المدافعين، ولذلك فأي انطلاق من الخلف للاعبي خط الوسط الدفاعي يصعب الموقف على دفاعات برشلونة لأنهم يركزون على المهاجمين والجناحين فقط”، أما النمط الثاني فيتمثل في استغلال المساحات خلف ظهيري برشلونة، خاصة في الهجمات المرتدة.

فليك حول برشلونة إلى فريق لا يرحم.. أسباب تجعله بطلًا لأوروبا

إستراتيجية فليك الهجومية الجامحة تترك فراغات خطيرة خلف كوندي وبالدي، وهو ما استغله أتلتيكو مدريد في ديسمبر الماضي عندما سجل مولينا هدف الفوز بعد اندفاعه في المساحة الخلفية للظهير الأيمن، وقد تكرر نفس السيناريو في خسارتين أمام أوساسونا ولاس بالماس بعد ذلك، هذه الثغرات الدفاعية، جعلت برشلونة أكثر فريق يتلقى فرص خطيرة في الدوري، حيث أن نسبة الـ xG كانت 0.13 لكل تسديدة، لكن فليك نفسه يرفض فكرة أن الخصوم اكتشفوا نقاط الضعف، كما يرجع هذه الإحصائية إلى إرهاق لاعبي خط الوسط، وعدم قدرتهم على على الضغط بنفس كثافة بداية الموسم، ومع ذلك، يبقى الآداء هذا الموسم أشبه بالمقامرة الكروية، إما أن تسحق الخصم أو تُسحق أمامه.

وبما أننا في كلاسيكو الأرض، حيث يتحوّل صراع برشلونة وريال مدريد إلى معركة ذكاء قبل أي شئ، ومصيدة التسلل التي نصبها هانسي فليك، بخط دفاعه العالي الآلي، ليست سوى لغزٍ يحتاج إلى فكّ شفرته، أما ريال مدريد، بقيادة أنشيلوتي، فيمتلك الأدوات والرؤية لاختراق هذا النظام ببراعة، وعن طريق عدة آليات: 

الانطلاقات “المتأخرة” من العمق: أحد الحلول الذكية يكمن في تغيير توقيت الانطلاقات، فبدلاً من الاندفاع المبكر، يلجأ لاعبو الريال إلى تقليص السرعة بعد التمريرة مباشرة، خاصة من قبل لاعبي خط الوسط مثل جود بيلينجهام أو فالفيردي، حيث يمكن زيادة الضغط واللعب على توقيت حركة مدافعي برشلونة المتزامنة، وإذا تأخر المهاجم قليلاً في انطلاقته، حتى لو بمقدار نصف خطوة، فإنه يُبقي نفسه في وضعية قانونية، بينما قد يخطئ الدفاع في تقدير المسافة.

التبديل السريع للجهة واللعب في الفراغات الجانبية: خط دفاع برشلونة يتحرك ككتلة واحدة، لكن المساحات الواسعة خلف الظهيرين تظل نقطة ضعف واضحة جدًا، ويمكن لريال مدريد استغلال ذلك عبر: التمريرات العرضية السريعة من أطراف الملعب (كما يفعل فينيسيوس أو رودريجو مع الظهير)، كما يمكن اللعب  على تحريك أحد اللاعبين مثل بالدي أو جول كوندي للأمام، واجباره على الخروج للضغط، بينما يتراجع الآخر، مما يخلق فجوة يستغلها الريال بتمريرات بين الخطوط.

استغلال “الخط الثاني” في الهجوم: كما كشف تاكي كوبو، فإن انطلاقات لاعبي خط الوسط تُربك انضباط الدفاع الكتالوني، ووجود لاعب مثل جود بيلينجهام، على سبيل المثال، لا يندفع مع الهجوم الأولي، بل ينتظر لحظة التمريرة القطرية أو الأمامية ليتقدم فجأة، قد يجعل من الصعب على المدافعين ضبط التسلل.

الضغط على حارس المرمى: سواء لعب تير شتيجن، بعد عودته من الإصابة رسميا، أو تشيزني، فتلك ليست مشكلة على الإطلاق، لأن الإثنين يتمتعون بالبطء في إعادة تنظيم عند فقدان الكرة، وإذا ضغط ريال مدريد بعنف في منتصف الملعب، فإنه يُجبر برشلونة على ارتكاب أخطاء في التمرير، مما يؤدي إلى كرات مرتدة سريعة يكون فيها الدفاع غير منظم.

بالطبع لا توجد خطة مثالية، وريال مدريد يمتلك الأدوات لتحويل مصيدة التسلل إلى نقطة ضعف، ولذلك السؤال هو: هل سيكون أنشيلوتي قادرًا على تنفيذ ذلك بدقة في المرة القادمة؟ خاصة وأن فليك، من ناحيته، لن يتخلى عن استراتيجيته بسهولة، نعم، قد يجد ريال مدريد ثغرات مؤقتة، لكن النظام الدفاعي لبرشلونة ليس مجرد خط عالٍ، بل هو آلة ذكاء جماعي تصنعها ثقة فليك الراسخة في فلسفته. تذكّروا: حتى عندما يسجل الخصم، فإن برشلونة يدفعهم لخوض المعركة على طريقته، حيث أن مصيدة التسلل ليست مجرد خطة، بل هي بيان هيمنة، فكل هجمة مرتدة يوقفها الحكم برفع العلم هي هجمة مُجهضة قبل أن تبدأ، وكل تسلل محكم هو تأكيد أن الكرة لا تُلعب في ملعب الخصم، بل في عالم البلوغرانا المُعدّ بعناية.

 صحيح أن المخاطرة موجودة، لكن التاريخ يُذكرنا: كل الثورات الكروية العظيمة بدأت بفكرةٍ ظنها الجميع مجنونة، ولذلك فبرشلونة تحت قيادة فليك لا يخافون الفشل، لأنهم يعرفون أن هذه المصيدة، برغم كل شيء، هي ما يجعلهم فريدين، ومتحكمين، ولذلك فالسؤال الحقيقي ليس كيف يُهزم هذا النظام، بل يتمحور حول إمكانية وجود فريق شجاع كفاية لمحاولة هزيمته. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق