في تصعيد جديد في غزة، أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير مؤسسة صحية متخصصة في علاج مرضى السرطان، مما أثار موجة من الانتقادات والقلق الدولي حول استهداف المنشآت الإنسانية. 
التفجير وقع يوم الجمعة في مبنى "الصداقة التركي لمرضى السرطان"، الذي يقع في محور نتساريم وسط قطاع غزة.

تدمير مستشفى السرطان: ماذا وراء التفجير؟

يعد هذا الهجوم على المستشفى التركي جزءًا من سلسلة من الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في الآونة الأخيرة، مستهدفًا مواقع يزعم أنها مرتبطة بأنشطة حماس. 
وقد أكدت وسائل الإعلام المحلية أن التفجير ألحق أضرارًا كبيرة بالمستشفى، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمؤسسة، التي كانت تقدم العلاج لآلاف المرضى الذين يعانون من السرطان.

ورغم عدم إصدار الجيش الإسرائيلي بيانًا رسميًا فور وقوع التفجير، فقد صرح منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بأن "الجيش الإسرائيلي قد استهدف البنية التحتية لحركة حماس في المنطقة". 
وأوضح المتحدث أن الموقع الذي كان يستخدم كمستشفى لمرضى السرطان قد تحول إلى مركز قيادة وسيطرة لحماس، وفقًا للادعاءات الإسرائيلية، حيث تم توجيه وتنفيذ هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي انطلاقًا من هذا الموقع.

الجيش الإسرائيلي يبرر الهجوم: محاربة البنية التحتية الإرهابية

في سياق تعليقه على الهجوم، قال منسق الأعمال الحكومية الإسرائيلية إن استهداف هذا المستشفى يأتي في إطار "تفكيك البنية التحتية الإرهابية" في غزة. 
وأضاف أن المستشفى كان قد تم استغلاله في الأشهر الأخيرة من قبل "إرهابيين تابعين لحماس" في شمال غزة، حيث كان يُستخدم كنقطة انطلاق للهجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بعملية التفجير، أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن هذه العمليات العسكرية جزء من الرد على التهديدات المستمرة التي تشكلها حركة حماس على الأمن الإسرائيلي، وأن الجيش سيتواصل في استهداف البنية التحتية التي تُستخدم لأغراض عسكرية.

ردود الفعل الدولية: هل انتهك الجيش الإسرائيلي القوانين الإنسانية؟

أثار الهجوم على مستشفى "الصداقة التركي" موجة من الانتقادات الدولية، لا سيما من منظمات حقوق الإنسان التي اعتبرت أن استهداف المنشآت الصحية في غزة يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
ومنظمات مثل "الصليب الأحمر الدولي" و"منظمة الصحة العالمية" أكدت أن تدمير المؤسسات الصحية في مناطق النزاع يعرّض حياة المدنيين للخطر، ويعوق تقديم الرعاية الأساسية.

في المقابل، طالبت أطراف فلسطينية ومنظمات دولية بفتح تحقيقات في هذه الحوادث، معتبرة أن الهجمات على المستشفيات تندرج ضمن جرائم الحرب، مطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين عن تدمير المنشآت الطبية في قطاع غزة.

هل ستستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المنشآت الإنسانية؟

مع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإنسانية في غزة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتوسع الجيش الإسرائيلي في استهداف المنشآت المدنية تحت ذريعة مكافحة البنية التحتية لحماس؟ أم أن المجتمع الدولي سيتحرك بشكل أكثر فعالية للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه الهجمات التي تلحق الضرر بالمدنيين؟