مرصد مينا

كشفت مصادر لصحيفة “التايمز” البريطانية أن أحمد الشرع، المعروف بلقب “الجولاني” وقائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، قام اليوم الخميس بزيارة أحد المباني السكنية في دمشق حيث نشأ، وبالتحديد في منطقة المزة جنوب غرب المدينة، طالباً استعادة الشقة التي نشأ فيها.

ووفقا لمصادر الصحيفة، فقد صعد الجولاني إلى الطابق العاشر في المصعد، برفقة أربعة حراس مسلحين، وطرق باب الشقة، ما شكل صدمة للدكتور أحمد سليمان وزوجته، اللذين يسكنان فيها حالياً بعدما صادر النظام شقة عائلة الشرع.

وقالت المصادر إنه على الرغم من المفاجأة، فقد أكد حارس المبنى، عامر، أن الشرع كان مهذبًا جدًا في تصرفاته.

وأكدت المصادر أن الشرع طلب من الزوجين إخلاء الشقة قائلاً:”هل تمانع في إخلاء هذه الشقة؟ كما ترى، لدى والدي ذكريات جميلة هنا ويرغبان في العودة”.

وكان الزوجان قد استحوذا على الشقة بعدما صادرها النظام السوري في وقت سابق، عقب اكتشاف هوية الشرع (الجولاني) كزعيم للمعارضة، ما دفع عائلته للهجرة إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات.

وقد منح الشرع الدكتور سليمان وقتاً لإخلاء الشقة، بحسب ما أكدته الصحيفة البريطانية نقلا عن مصادرها.

وتعتبر منطقة المزة، حيث نشأ قائد العمليات العسكرة للمعارضة السوية من المناطق المرتبطة بالنظام السوري المخلوع، إذ يسكنها كبار المسؤولين ورجال الأعمال الأثرياء.

كما أنها قريبة من المطار العسكري والوزارات الحكومية، مما يجعل عودة الشرع إلى تلك المنطقة بمثابة حدث مفاجئ.

يُذكر أن الشرع، الذي كان يعد العدو الأول للنظام السوري حتى وقت قريب، بدأ يظهر بشكل مختلف مؤخراً، إذ يسعى لنشر التسامح بين السوريين بعد سنوات من الحرب.

ونشأ أحمد الشرع (42 عاما)، الذي تنحدر عائلته من محافظة درعا جنوب سوريا، في عائلة متوسطة الحال. اضطر والده، وهو مهندس نفط، إلى الانتقال من مرتفعات الجولان بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 إلى مدينة درعا قبل أن ينتقل لاحقا إلى دمشق.

فيما عاد “الجولاني” وأسرته إلى دمشق بعد فترة من العيش في السعودية، وكان قد عمل والده في تجارة المواد الغذائية والعقارات قبل أن يستولي النظام على ممتلكاته مع بداية الثورة.

جدير ذكره أن الشرع كان شاباً خجولاً في مراهقته، وهو ما يتذكره من عرفوه في تلك الفترة، بما في ذلك الحلاق الذي كان يقص شعره حينها.

وقال الحلاق: “كان خجولاً للغاية وكان دائماً صامتاً”. وبعد سنوات، فاجأ الجميع عندما ظهرت صورته على التلفزيون كأحد أبرز قيادات المعارضة السورية.