في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، يشهد الاقتصاد المصري العديد من التغيرات التي تتطلب دراسة مفصلة لتحليل الوضع المالي والنقدي،يعتبر سعر الجنيه المصري مقابل الدولار واحدًا من أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تعكس صحة الجنيه،يشير تحليل بنك جولدمان ساكس إلى اتجاهات صعودية محتملة في سعر الجنيه أمام الدولار بحلول العام المقبل، وذلك نتيجة لعدة عوامل تؤثر في السوق المالي،في هذا السياق، يمثل هذا البحث استعراضًا مفصلًا لتوقعات أداء الجنيه المصري وأهمية الخطط المالية والاقتصادية المعتمدة،سيتناول البحث أيضًا التحديات التي تواجه اقتصادات الدول الناشئة وتأثيرها على استقرار العملة.
توقعات بارتفاع سعر الجنيه أمام الدولار في 2025
فقد صرح فاروق سوسة، كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان ساكس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن هناك توقّعات بشأن ارتفاع سعر الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي مع بداية العام المقبل،يرتكز هذا التوقع على التوجهات المتوقعة للبنك المركزي المصري، والذي يعزم على خفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض خلال الربع الأول من عام 2025،من ناحية أخرى، ستتجه وزارة المالية نحو توزيع إصدارات ديون جديدة بآجال متنوعة، بما في ذلك السندات طويلة الأجل، مما سيوفر للمستثمرين فرصة للعودة إلى السوق المصرية بشكل أقوى، وهذا بدوره سيعزز من قيمة الجنيه المصري.
تمت الإشارة أيضًا إلى العوامل المؤثرة على تراجع سعر الجنيه خلال شهر ديسمبر الجاري، حيث شهدت السوق المصرية في حالات استرداد أذون الخزانة قصيرة الأجل التي صدرت في وقت سابق،يعود ذلك إلى رغبة المستثمرين في تحقيق أرباح مع نهاية العام، وهو ما لاحظته وكالة بلومبرج،في الوقت نفسه، أشار سوسة إلى قلة تجديد المراكز الاستثمارية، والتي تأثرت بقرار وزارة المالية بعدم رفع العوائد في المزادات الأخيرة، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على تكلفة الاقتراض منخفضة.
علاوة على ذلك، شهدت السوق ضغطًا بسبب الارتفاع المبالغ فيه للعملة الخضراء في مارس من العام الحالى، والذي لم يتم تصحيحه حتى الآن،كما يناقش المستثمرون وصندوق النقد الدولي بجدية أداء الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، بحيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد مرتفعة، بينما يسعى الصندوق لأن تعكس قيمة العملة العرض والطلب بدقة ودون تلاعب.
نظرة إيجابية نحو مصر
في استجابة لهذه الظروف، تشير رزان ناصر، محللة الدين السيادي في شركة T،Rowe Price، إلى أن وجود مراكز شرائية كبيرة في السوق يشير إلى فرصة طبيعية لتقليص تلك المراكز بحلول نهاية العام 2025،تبرز مصر كوجهة استثمارية جذابة، حيث توفر العوائد المرتفعة في ظل الظروف الحالية،وبفضل هامش عائد يصل إلى 30%، يمكن للمستثمرين الشعور بحجم الأمان حتى مع ضعف العملة المحتمل.
طبقًا لأحدث استطلاعات الرأي التي أجراها بنك HSBC حول التوجهات الاستثمارية في الأسواق الناشئة، تُعتبر مصر من بين الأسواق الأكثر شعبية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتمتع المستثمرون بآفاق تفاؤل أكبر تجاهها،يتجلى ذلك في خطة الإنقاذ العالمية التي تبلغ قيمتها 57 مليار دولار، والتي تمثل تعهدات من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لمساعدة مصر خلال عام 2025، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية في استقرار المنطقة وسط التوترات المتزايدة.
تؤكد رزان ناصر على أنه يمكن إدارة أي ضغوط ناجمة عن العجز الخارجي المستمر، خاصة مع ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي في مصر هذا العام،بينما يؤكد حسين خطاب، مدير المحافظ في مورجان ستانلي، أن سعر صرف الجنيه المصري بحاجة إلى مزيد من المرونة، مما يساعد على استقرار أسعار الصرف ويعزز من استقرار الاقتصاد المصري على المدى الطويل،يعتبر المستثمرون أن الجنيه لا يزال في وضعية تحسن مستمرة وهو ما يبعث على الأمل في استقرار الأسواق المالية.
ختامًا، توضح التوقعات الحديثة لبنك جولدمان ساكس وغيرها من المؤسسات المالية أهمية الإصلاحات الاقتصادية والنقدية في دعم الجنيه المصري،تُشير التوجهات الحالية إلى أن الحكومة والبنك المركزي يعملان سويًا لتوفير بيئة استثمارية مواتية تتمتع بإمكانيات نمو ملحوظة،إن الاستجابة الجيدة للأزمات المالية، والتوجيه الواضح لخطط الإنقاذ ستكون عوامل حاسمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي المرجو على جميع الأصعدة، مما يعد بمستقبل واعد للجنيه المصري في السنوات المقبلة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة جريده فكره فن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريده فكره فن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق