تواصل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أبحاثها حول سلوك اللهب والاحتراق في بيئة الفضاء، بهدف تعميق الفهم العلمي لآلية انتشار الحرائق في ظروف الجاذبية الصغرى، ما قد يسهم مستقبلاً في حماية رواد الفضاء وتحسين معايير الأمان على متن المركبات الفضائية.
في غياب الجاذبية الأرضية، لا يتصرف اللهب كما يحدث على الأرض، إذ يغيب تأثير دوران الهواء الساخن إلى الأعلى واستبداله بالهواء البارد من الأسفل. هذا الاختلاف يتيح للعلماء فرصة فريدة لدراسة الاحتراق في صورته الأولية، بعيدًا عن تدخلات الجاذبية، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم علمي أعمق.
حماية الطواقم البشرية في المدار
تشدد "ناسا" على أهمية هذه الأبحاث لحماية أطقمها من مخاطر الحريق في الفضاء، حيث لا تتوفر خيارات الهروب السريعة كما هو الحال على الأرض، ولا يمكن الاتصال بخدمات الطوارئ. لذلك، تُصمم المركبات الفضائية باستخدام مواد مقاومة للاشتعال قدر الإمكان، بينما تخضع بيئاتها لاختبارات دقيقة لضمان أعلى معايير الأمان.
محطة الفضاء الدولية مركزًا لتجارب الاحتراق
تُنفذ معظم تجارب الاحتراق على متن محطة الفضاء الدولية باستخدام ما يُعرف بـ**"رف الاحتراق المتكامل" (CIR)**، وهو نظام مصمم خصيصًا لتنفيذ تجارب على نطاق صغير مع أقل تدخل من الطاقم. ومن أبرز التجارب الملحقة به تجربة SoFIE (اشتعال وإخماد الوقود الصلب)، التي تختبر اشتعال المواد الصلبة في ظروف الفضاء.
إلى جانب هذه التجارب، أجرت "ناسا" اختبارات أوسع نطاقًا باستخدام مركبة الشحن "سيغنوس" التابعة لشركة "نورثروب غرومان"، بعد مغادرتها للمحطة. وتُعرف هذه التجارب باسم "Saffire"، وقد أسهمت بشكل كبير في توسيع فهم كيفية انتشار الحريق في الفضاء.
إنجازات علمية واعدة
حققت تجربة FLEX، الممولة من المختبر الوطني لمحطة الفضاء، تقدمًا علميًا كبيرًا من خلال دراسات لهب "بارد" في بيئة الجاذبية الصغرى. كما تم إجراء تجارب SoFIE-GEL وSoFIE-MIST، والتي ساعدت في تحليل المراحل المبكرة لنشوء وانتشار اللهب.
ولا تقتصر أهمية هذه الأبحاث على الفضاء، بل تُسهم أيضًا في تطوير تقنيات احتراق نظيفة وأكثر كفاءة على الأرض، ما قد يؤدي إلى تصميم مركبات أقل تلوثًا في المستقبل.
أول اختبار على القمر
ومن المقرر أن تُجرى قريبًا أول دراسة لاشتعال المواد على سطح القمر ضمن مشروع FM2، لتكون بذلك أول تجربة احتراق تُنفذ على جسم سماوي غير الأرض. وستُعنى التجربة بقياس شدة اللهب، سرعة انتشاره، وقابلية اشتعال المواد في بيئة مختلفة كليًا.
بهذه التجارب، تؤكد "ناسا" التزامها المستمر بتطوير علوم الفضاء والاحتراق، بما يضمن سلامة البعثات المستقبلية، سواء في المدار أو على سطح القمر.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : «ناسا» تدرس سلوك اللهب في الفضاء لفهم تأثير الجاذبية الصغرى وتحسين معايير السلامة - عرب فايف, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 01:42 مساءً
أخبار متعلقة :