كرامة الإنسان: احترام المرء لذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة، يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
والكرامة هي حق الفرد في أن تكون له قيمة وأن يُحترم لذاته، وأن يُعامل بطريقة أخلاقية.
والكرامة هي اسم وصفة ذو أهمية، في كل الأخلاقيات والقانون والسياسة، كإمتداد لمفاهيم عصر التنوير والحقوق القانونية.
والكرامة في المكان، اسم لبلدة أردنية حدودية تقع في وادي الأردن شرقي نهر الأردن، بالقرب من جسر الملك حسين.
في صبيحة يوم 21 مارس 1968،كانت ارض قرية الكرامة، ساحة لمعركة الشرف والبطولة، فسميت المعركة على اسمها، فكانت معركة الكرامة وحقيقة الكرامة.
ولهذا يُحيي الأردنيون في الحادي والعشرين من آذار،من كل عام ذكرى معركة الكرامة،
التي كانت ولا تزال وستبقى، تمثل نقطة تحول وانعطافة مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وبخاصة أنها جاءت بعد حرب حزيران 1967 التي سُمّيت "بالنكسة" وانتهت باحتلال إسرائيل لأراضيَ من ثلاث دول عربية هي الأردن ومصر وسوريا.
في معركة الشرف و"الكرامة" أحرز الجيش العربي الأردني، أولَ نصر عربي، على الجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي فشل في تحقيق مقاصده ومُني بالهزيمة.
واليوم وفي الذكرى 57، لمعركة الكرامة الخالدة، نستذكر بكل معاني الفخر، صبيحة يوم 21/ 3/ 1968، عندما أقدم الصهاينة بصلفهم وغرورهم، على محاولة الإعتداء على الكرامة الأردنية ،كرامة الإنسان والأرض، فكان لهم نشامى الجيش العربي بالمرصاد ، فأذاقوا العدو الصهيوني المعتدي، مرارة الهزيمة وذلها ، فكسروا شوكته وحطموا اسطورته، واجبروه على الفرار تاركا قتلاه وجرحاه وآلياته على أرض المعركة.
لقد جاء النصر الأردني، في معركة الكرامة، بعد سلسلة من الإنتكاسات التي مني بها العرب، نتيجة تفرقهم وجهلهم بمكر الأعداء ومخططاتهم، والتي كانت ولا زالت سبب لما يجري اليوم، في بلاد العرب عامةً وفي فلسطين وغزة على وجه الخصوص.
والحديث عن الكرامة، لعلي هنا أعرج على مفهوم (الكرامة الإنسانية)، وما يرافقها من مصطلحات حقوق الإنسان الأخرى، لتأتي الكرامة -في الغالب- في مقدمة الإشارة إلى حقوق الإنسان في العديد من الإعلانات والمواثيق الدولية.
فعلى سبيل المثال جاء في ديباجة الإعلان عن لحقوق الإنسان (لمّا كان الإقرار بمـا لجميـع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم، ومن حقوق متساوية وغير قابلة للتـصرف، يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم).
كما تنص المادة (1) من الإعلان على أن (يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق).
وجاء مفهوم الكرامة أولاً، في بداية ميثاق الأمم المتحدة، حيث نقرأ: (نحن شـعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا.
وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية) والكرامة مبدأ أساسي في الدساتير الوطنية وأحكام القضاء الوطني في بلدان كثيرة.
والسؤال هنا ما هي الكرامة الإنسانية؟
وهل (الكرامة الإنسانية) جزء من حقوق الإنسان؟
أم هي الأصل الذي بنيت عليه مفاهيم حقوق الإنسان؟
وأين هي الكرامة الإنسانية، وكل القوانين والمواثيق الدولية والحقوقية ، مما يجري لأهل فلسطين من قهر الاحتلال، وظلم التواطئ الأممي، والخذلان الدولي والعربي والإسلامي ؟
في ايام وليالي شهر رمضان المبارك، يذبح الشعب الفلسطيني الغزي الأعزل وينكل به صباح مساء َ.
فأين هو القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان، وكل الاتفاقيات الأخرى؟
ام انها تطبق فقط على الضعفاء؟
في ذكرى معركة الكرامة ، كرامة الأرض والإنسان لا بد من القول لكل أردني حر وشريف، أن الكرامة تعدل الروح فلا حياة بلا كرامة.
واقول.. واكرر القول.. إحذروا فتن الصهاينة وأذنابهم، فهم أعداء الأمس واليوم والغد وإلى قيام الساعة.
لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، وخير شاهد ما جرى بالأمس ويجري اليوم على أرض غزة.
أيها الأردنيون النشامى.
في ذكرى الكرامة، توحدوا واحذروا ثم احذروا من دسائس العدو وأساليبه الشيطانية الخبيثة للوقيعة، بين أفراد المجتمع الواحد، وانظروا وتاملوا ماذا فعلوا في كثير من البقاع من حولنا.
في ذكرى الكرامة مطلوب من الجميع المزيد من الوعي الوطني والحرص الشديد لحفظ الكرامة.
وأقول لكل حر وشريف، إن عدوك إن حاول المساس بكرامتك، يجب عليك أن تواجهه بكل ما تملك من الوسائل ، ولا تسمح له وتحت أي ضرورة أن يتولى أمرك ، لأنه إن تمكن منك سيذيقك ألوان الذل والإمتهان.
في ذكرى الكرامة- كرامة الإنسان والأرض .
سلام على الحسين رحمه الله، وسلام على كل الشهداء والجرحى ، وسلام على الجيش حماة الحدود وأسود الكرامة.
وفي يوم الكرامة والأم، سلام على كل الأمهات في وطن الكرامة.
كاتب وباحث أردني.
أخبار متعلقة :