الشيخ أحمد كريمة لتحيا مصر: الميراث مش قابل للتعديل ماينفعش تغيّر في قوانين ربنا - عرب فايف

 عاد الجدل حول تساوي الميراث بين الرجل والمرأة إلى واجهة النقاش المجتمعي والديني في مصر بعد تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، التي أثارت تفاعلات واسعة على الساحة الإعلامية والدينية. 

فبين من اعتبرها دعوة لتجديد الفهم الفقهي بما يتوافق مع متغيرات الواقع، ومن رأى فيها تجاوزًا صريحًا لنصوص قرآنية قطعية، باتت القضية محل نقاش محتدم بين من يدافعون عن حق الاجتهاد، ومن يتمسكون بحدود الله كما وردت في النصوص.

رؤية الدكتور سعد الدين الهلالي: تجدد الفهم لا تغييره

 أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أن الفقه بطبيعته قائم على التجديد، موضحًا أن هذا لا يعني تغيير الفهم، بل "تجدد الفهم" مع تطور الزمان والمجتمعات.

الفقه والملكية الشخصية

أشار الهلالي إلى أن صاحب المال هو الأحق بالتصرف في ماله كما يشاء، مستندًا إلى أن بيان الأحكام الشرعية وظيفة العلماء، لا فرضها على الناس، وقال إن وظيفته هي التوضيح وليس إصدار الأحكام، مستشهدًا بقوله تعالى:

"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ".

المساواة ليست ممنوعة شرعًا

وأثارت تصريحاته جدلاً كبيرًا عندما قال إن المطالبة بالمساواة في الميراث ليست ممنوعة بنص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية، خصوصًا بين الأشقاء المتساوين في درجة القرابة، كالابن والبنت، أو الأخ والأخت، مضيفًا أن القرار في النهاية يعود للشعوب، وليس لعلماء الدين أو الأفراد.
أشار الهلالي إلى نماذج واقعية تدعم وجهة نظره، منها:

تركيا: أقرت المساواة في الميراث منذ عام 1937.

مصر: يتم توريث المعاش للذكور والإناث بشكل متساوٍ بموجب قانون 148 لسنة 2019.

الممارسات الأسرية: في بعض العائلات المتراحمة، يتم تقسيم التركة بالتساوي بالتراضي بين الأبناء، دون اللجوء إلى تطبيق القاعدة "للذكر مثل حظ الأنثيين".

رد الشيخ أحمد كريمة  الميراث حدّ من حدود الله

في المقابل، جاء الرد سريعًا من الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر خلال تصريحات لتحيا مصر والذي رفض بشكل قاطع أي محاولة للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.

الميراث "فريضة من الله"
قال الشيخ كريمة بوضوح:"الميراث مش موضوع نختلف عليه بالعقل أو بالهوى... دا وصية من ربنا".
واستشهد بقوله تعالى:
"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ..."
ثم أضاف:"فريضة من الله... ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه"،
مؤكدًا أن أحكام الميراث لا تقبل الاجتهاد أو التعديل، لأنها من ثوابت الدين التي لا تتغير لا في الماضي ولا في الحاضر ولا المستقبل.

تحذير من العبث بالنصوص القطعية

واعتبر الشيخ كريمة أن الدعوة لتغيير أحكام الميراث بمثابة تعديل على كلام الله، وهو ما لا يجوز شرعًا، مشيرًا إلى أن العلماء والدعاة يجب أن يلتزموا بما جاء في القرآن الكريم، دون محاولة تكييفه وفق أهواء العصر أو الضغوط الاجتماعية.

بين الرأي الفقهي والتغير الاجتماعي صراع أم حوار؟

تسلّط هذه التصريحات المتضادة الضوء على التوتر القائم بين التجديد الديني والتمسك بالنصوص القطعية  فالدكتور الهلالي يُمثّل تيارًا يدعو إلى الاجتهاد المعاصر والقراءة المقاصدية للنصوص، بما يتوافق مع المتغيرات الواقعية، بينما يمثل الشيخ كريمة التيار المحافظ الذي يرى في الالتزام الحرفي بالنصوص حماية لثوابت الدين.