فورمولا 1.. ريد بُل تحت الضغط في جدة - عرب فايف

يصل فريق ريد بُل المتعثر إلى جدة لخوض سباق جائزة السعودية الكبرى، الجولة الخامسة من بطولة العالم للفورمولا 1 الأحد، تحت ضغط كبير وسعي لاستعادة طريق الانتصارات ووضع حد لبدايته المعقدة.
وترك الفريق العملاق النمساوي في الفورمولا 1 جائزة البحرين، الأحد، في حالة من الكآبة، حيث انكشفت حدوده تحت الأضواء الكاشفة في صحراء الصخير.
بدا سائقه الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة، معزولًا الموسم الجاري ومضطرًا إلى صنع المعجزات على غرار فوزه الرائع في اليابان في الجولة الثالثة، لكنه أنهى السباق الأخير في البحرين في المركز السادس وتراجع إلى المركز الثالث في ترتيب بطولة العالم للسائقين.
ويتأخر الآن بثماني نقاط عن المتصدر البريطاني لاندو نوريس، سائق ماكلارين الثالث في البحرين، وخمس نقاط عن زميله الأسترالي أوسكار بياستري، المتوَّج بسباقه الثاني الموسم الجاري في الصخير.
وجمع فيرستابن وحده 69 من أصل 71 لفريقه النمساوي في بطولة العالم للصانعين، حيث يتخلف بفارق كبير يبلغ 80 نقطة عن ماكلارين بعد أربعة سباقات فقط.
وبينما كان فريق ماكلارين يحتفل بفوزه الثالث الموسم الجاري والأول في تاريخه على حلبة الصخير منذ إنشائها عام 2004، دعا فريق ريد بُل إلى اجتماع أزمة مع كبار المسؤولين التنفيذيين: مديره البريطاني كريستيان هورنر، والنمساوي هيلموت ماركو، مستشاره المؤثر، والفرنسي بيار واشيه، مديره الفني، والبريطاني بول موناجان، مهندسه الرئيس.
واعترف هورنر، الأحد، قائلًا: «لقد كشف هذا السباق عن بعض المشاكل الواضحة جدًّا التي يتعين علينا معالجتها بسرعة كبيرة».
وأضاف «يُمكن إخفاء المشكلة قليلًا من خلال التعديلات، وقد نجحنا في ذلك في سوزوكا «فوز فيرستابن». نُدرك أين تكمن المشاكل، لكن إيجاد الحلول يستغرق وقتًا أطول قليلًا».
وأعرب فيرستابن، الذي وجد نفسه في المركز الأخير عند خروجه من مركز الصيانة خلال سباق الأحد، عن أسفه لأن «كل شيء تقريبًا سار بشكل خاطئ». ربما كان سينهي السباق خارج المراكز العشرة الأولى لولا تدخل سيارة الأمان التي ساعدت في تقليص الفجوات.
وتابع بحسرة «من الواضح أن هذا ليس ما نريده، ولكن هذا هو وضعنا مع السيارة في الوقت الجاري».
ـ فيرستابن وحيد ـ لولا الروح القتالية والموهبة التي يتمتع بها سائقه النجم فيرستابن، لكان فريق ريد بُل في وضع أكثر صعوبة.
في اليابان، تمكن «ماد ماكس» من انتزاع المركز الأول في الانطلاق بفضل الأداء الاستثنائي الذي قدَّمه في التجارب الرسمية، وتمكن من مقاومة هجمات نوريس في السباق وتوِّج به.
لم يتمكن النيوزيلندي ليام لوسون من ترويض سيارة ريد بُل، واستُبدل بالياباني يوكي تسونودا بعد سباقين فقط.
وتأتي هذه الفترة السيئة لفريق ريد بُل بعد رحيل العديد من الشخصيات الرئيسة عنه.
وكانت الخسارة الكبيرة الأخرى هي رحيل المدير الرياضي البريطاني جوناثان ويتلي، المدير الجديد لفريق ساوبر.
وحقق ماكلارين بداية مثالية للموسم أكدها بياستري في البحرين عندما حقق فوزه الثاني الموسم الجاري بعد الأول في الصين في الجولة الثانية والثالث لفريقه في أربعة سباقات بعد الأول في أستراليا.
فوز بياستري خوّله تقليص الفارق إلى ثلاث نقاط عن زميله نوريس المتصدر. مع فيرستابن الثالث ومعاناة فريقه ريد بُل من أجل مجاراة أبطال العالم للصانعين، قد يتحول لقب 2025 إلى معركة حامية الوطيس بين سائقي ماكلارين.
لطالما أصرَّ الفريق البريطاني على عدم وجود مُحاباة بين السائقين، لكن هذه السياسة المُتوازنة ستُصبح تحت ضغط شديد إذا تحوّل الموسم إلى معركة بين نوريس وبياستري، السائقين الموهوبين.
علَّق نوريس قبل جائزة السعودية قائلًا: «إنها حلبة سريعة جدًّا، ولدينا سيارة سريعة، لذا سنسعى جاهدين لإنهاء هذه الجولات الثلاث بقوة» في إشارة إلى السباقات المتتالية: اليابان والبحرين والسعودية.
ويأمل البريطاني جورج راسل، سائق مرسيدس، في مواصلة أفضل بداية له على الإطلاق في موسم، بعدما حلَّ ثانيًا في البحرين وعزَّز موقعه رابعًا في بطولة السائقين.
أثنى عليه توتو وولف، مدير الفريق، قائلًا: «لقد كانت قيادة رائعة منه تحت ضغط هائل» في إشارة إلى الضغط الكبير الذي تعرض له في اللفات الأخيرة من نوريس، لكنه صمد وحافظ على المركز الثاني.
ويمثل سباق الأحد اختبارًا مختلفًا تمامًا للسيارة والسائق عن الأسبوع الماضي في البحرين.
أسرع حلبة شوارع في الروزنامة توفر فرصًا متعددة للتجاوز، على عكس حلبة الشوارع الأشهر على الإطلاق، موناكو.
مع رقم قياسي بـ 27 منعطفًا وثلاث مناطق دي آر إس «نظام تقليل السحب»، يُمكن الاعتماد على هذه الحلبة لتقديم الكثير من الإثارة، حيث لا تترك الجوانب المحاطة بالأسوار مجالًا كبيرًا للخطأ.
وهكذا، تتوافر جميع المقومات لسباق مثير تحت الأضواء الكاشفة على كورنيش جدة.