عرب فايف

قطاع السفر والسياحة الأمريكي مهدد بخسارة 90 مليار دولار - عرب فايف

من المتوقع أن يخسر الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات من الإيرادات خلال عام 2025، نتيجة تراجع أعداد السائحين الأجانب ومقاطعة بعض المنتجات الأمريكية، ما يفاقم من المخاطر التي تُبقي شبح الركود الاقتصادي قائمًا، وفق ما ذكرته شبكة "بلومبرغ".

انخفاض كبير في أعداد الوافدين

أظهرت بيانات صادرة عن إدارة التجارة الدولية يوم الإثنين، تراجع عدد المسافرين الأجانب إلى الولايات المتحدة جوًا بنسبة تقارب 10% خلال شهر مارس مقارنة بالعام الماضي.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الحرب التجارية على الاستثمار العالمي في 2025؟
وفي أسوأ السيناريوهات، قدرت "جولدمان ساكس" أن تصل الخسائر الناتجة عن انخفاض السياحة والمقاطعة إلى نحو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، ما يعادل حوالي 90 مليار دولار.

السياحة الدولية كانت محركًا للنمو

لطالما كانت السياحة الدولية مصدرًا مهمًا للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، خاصة بعد رفع القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19، والتي ساعدت على انتعاش السفر الخارجي.
اقرأ أيضاً: الحرب التجارية تتجدد بين أكبر اقتصادين في العالم.. ما العواقب؟
لكن مؤخرًا، بدأ العديد من السياح في إعادة النظر بوجهاتهم، نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، وزيادة التدقيق على الحدود، والغموض الذي يحيط بالوضع الاقتصادي العالمي.
ففي مثال لافت، ألغى عدد من الكنديين رحلاتهم المقررة إلى الولايات المتحدة عقب فرض الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية عقابية على كندا، واقتراحه المثير للجدل بجعلها الولاية الأمريكية الـ51.

مقاطعة متزايدة للمنتجات والخدمات الأمريكية

لم تقتصر تداعيات الوضع على تراجع أعداد الزوار، بل امتدت لتشمل حملة مقاطعة استهدفت المنتجات والخدمات الأمريكية، حيث ألغى بعض المستهلكين اشتراكاتهم في منصات مثل "نتفليكس"، وتجنبوا شراء السلع الأمريكية.
وكان المسافرون الدوليون قد أنفقوا رقمًا قياسيًا بلغ 254 مليار دولار داخل الولايات المتحدة خلال عام 2024، بحسب هيئة السياحة الدولية.
وفي مارس الماضي، توقعت الهيئة أن تستقبل أمريكا نحو 77 مليون سائح في 2025، وهو رقم قريب من ذروة ما قبل الجائحة، مع ترجيحات بتحقيق مستوى قياسي جديد في 2026.

قطاع السفر تحت التهديد

لكن تلك التوقعات سبقت تقارير الاعتقالات التي طالت مسافرين من دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا داخل مطارات أمريكية، وهو ما قد يُفقد البلاد جزءًا كبيرًا من الإنفاق السياحي الأجنبي، الذي يُقدر بـ20 مليار دولار، وفق تحليل أجرته "بلومبرغ إنتليجنس".

تباطؤ حاد في القطاع

بدأت بالفعل تظهر مؤشرات على تراجع ملحوظ في قطاع السياحة، حيث سجلت أسعار تذاكر الطيران والفنادق وخدمات تأجير السيارات انخفاضًا خلال مارس، بحسب تقرير صادر عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
ويرى اقتصاديون في "جولدمان ساكس" و"إتش إس بي سي" أن انخفاض الطلب من السياح الأجانب لعب دورًا محوريًا في هذا التراجع.

مخاوف من تحول السياح إلى وجهات بديلة

أشار رئيس شركة "إنفليشن إنسايتس" إلى أن تراجع أسعار الفنادق، خاصة في شمال شرق البلاد بنسبة تقارب 11%، يُعزى إلى القيود والاحتجازات على الحدود، والتي خلقت "مناخًا سلبيًا" وأثرت على قرارات السفر.
وفي السياق ذاته، أكد خبراء الاقتصاد في "جولدمان ساكس" جوزيف بريغز وميغان بيترز، أن التصعيد الجمركي والمواقف المتشددة تجاه الحلفاء التقليديين أضرّت بصورة الولايات المتحدة عالميًا.
وأضافوا أن "هذه الرياح المعاكسة تُعد عاملًا إضافيًا، إلى جانب التأثيرات السلبية المباشرة للرسوم الجمركية وضعف الصادرات نتيجة الانتقام التجاري، ما يجعلنا نتوقع نموًا أقل من المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال 2025".

أخبار متعلقة :