يواصل سعر الذهب العالمي تسجيل مستويات غير مسبوقة في عام 2025، مدفوعًا بجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. ففي جلسة 16 أبريل، بلغ سعر الذهب مستوى قياسيًا جديدًا عند 3317.90 دولارًا للأونصة، مقارنة بسعر 3275 دولارًا في اليوم السابق، ورغم انخفاضه الطفيف بعد وصوله لهذا السعر، إلا أن هذا الأداء يعكس موجة صعود قوية يترقبها السوق العالمي، وفق ما ذكره موقع "جولد جلوبال نيوز".
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
أول وأبرز أسباب صعود الذهب هو تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة بعيدًا عن تقلبات الأسواق. فكلما زادت المؤشرات على احتدام الحرب التجارية، ازداد الإقبال على الذهب كأداة للتحوّط.
ثانيًا، ضعف الدولار الأمريكي ساهم بشكل مباشر في دعم أسعار الذهب. فقد انخفض مؤشر الدولار بنسبة ملحوظة خلال أبريل، ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ورفع من مستوى الطلب عليه عالميًا.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟
ثالثًا، تشير التوقعات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من 2025. ومع تراجع العوائد الحقيقية على السندات، يرتفع الإقبال على الذهب باعتباره أصلًا لا يدر فائدة ولكنه يحتفظ بقيمته في ظل التضخم.
كما ساهمت البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها بنك الصين الشعبي، في تعزيز الطلب على الذهب من خلال زيادة احتياطياتها منه خلال الأشهر الماضية، وهو ما شكل عامل دعم إضافي للأسعار في السوق الفعلية.
توقعات المحللين لأسعار الذهب
رفع عدد من المؤسسات المالية الكبرى توقعاتها بشأن أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة. فقد توقعت UBS أن يبلغ سعر الأونصة 3500 دولار بنهاية العام، في حين أشارت توقعات بنك جولدمان ساكس إلى إمكانية وصول السعر إلى 3700 دولار، بل وتجاوزه حاجز 4500 دولار في حال دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود.
اقرأ أيضاً: الذهب في أسبوع.. المعدن النفيس يواصل الارتفاع رغم الحذر بالأسواق
أما شركة بلاك روك، فرأت أن الذهب أصبح يشكل خيارًا استثماريًا أكثر جاذبية من سندات الخزانة الأمريكية، خاصة في ظل الضغوط التضخمية وارتفاع مستويات الدين العام.
هل يستمر صعود أسعار الذهب؟
تؤكد معظم التحليلات أن الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب قد يستمر في المستقبل القريب، خصوصًا في حال استمرار الظروف الجيوسياسية غير المستقرة، وضعف العملة الأمريكية، واستمرار توجه البنوك المركزية نحو التيسير النقدي.
لكن، في المقابل، تبقى التوقعات مرهونة بعوامل متغيرة؛ إذ قد يؤدي أي تحسن مفاجئ في العلاقات التجارية العالمية، أو تغير في توجهات الفيدرالي الأمريكي، إلى تعديل مسار الأسعار.
ختاماً، يبدو أن الذهب لا يزال يتمتع بجاذبية قوية في 2025، وموجة تحطيم الأرقام القياسية لم تنته بعد. وبينما يراهن كثيرون على استمرار الصعود، فإن الحذر يظل مطلوبًا في ظل التقلبات السياسية والمالية التي قد تعيد تشكيل المشهد سريعًا.
أخبار متعلقة :