نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إيني" تستثمر 360 مليون دولار في حفر بئرين جديدتين بحقل ظهر لزيادة الإنتاج 149 مليون قدم مكعب يومياً - عرب فايف, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 08:13 صباحاً
وسط التحديات المتزايدة التي تواجه سوق الطاقة العالمي، تتجه الأنظار مجدداً نحو شرق المتوسط، حيث تتحرك "إيني" الإيطالية بخطى واثقة داخل الأراضي المصرية، مستكملةً مشوارها في اكتشاف وتطوير أحد أبرز كنوز الغاز في المنطقة حقل "ظُهر".
"إيني" ترصد 360 مليون دولار لحفر بئري غاز بحقل ظهر في مصر
الاستثمار الجديد الذي أعلنت عنه الشركة، والذي يتجاوز 360 مليون دولار لحفر بئرين إضافيتين، لا يُعد مجرد خطوة فنية بحتة، بل يُشكل مؤشراً استراتيجياً على ثقة متجددة في مستقبل الغاز، وسعياً لتعزيز موقع القاهرة كمركز إقليمي للطاقة.
وبدأت "إيني" بالفعل عمليات الحفر المائل للبئرين رقمي 9 و13 باستخدام الحفار المتطور "ظُهر-سايبم 10000"، في إطار خطة توسعية تهدف إلى دعم إنتاج الحقل بحوالي 149 مليون قدم مكعب إضافية من الغاز يومياً بحلول نهاية مايو المقبل، ووفق التقديرات الرسمية، تبلغ كلفة الحفر الحالية قرابة 160 مليون دولار.
رغم أن إنتاج حقل ظُهر حالياً يصل إلى نحو 1.5 مليار قدم مكعب يومياً، وهو ما يقل عن ذروته عام 2019 التي بلغت 3.2 مليار قدم مكعب، إلا أن التوسعات المرتقبة تمثل خطوة لردم هذا الفارق، خاصةً مع الخطة الطموحة التي أكدها مسؤولو "إيني" للحكومة المصرية لتكثيف عمليات الحفر في العامين المقبلين.
من جهتها، أشارت "إيني" في ردها على استفسارات "الشرق" إلى أن تطوير حقل ظُهر لا يزال يمثل أولوية قصوى، إلى جانب خططها لاستئناف أنشطة في البحر الأحمر والصحراء الغربية، في إطار رؤية متكاملة لاستغلال موارد مصر الطبيعية من الغاز.
التحركات النشطة لـ"إيني" تتناغم مع ديناميكية جديدة بدأت تشهدها الساحة المصرية في قطاع الطاقة، فإلى جانب إيني، انطلقت شركات كبرى أخرى مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل" في أعمال استكشاف غرب وشرق المتوسط، بما يشير إلى مرحلة جديدة من التنافس الاستثماري في أعماق البحر.
ولعل الأهم في هذا المشهد المتسارع، هو الحوافز التي قدمتها الحكومة المصرية للشركات الأجنبية، والتي تشمل إمكانية تصدير جزء من الإنتاج الجديد وتسوية المستحقات، بالإضافة إلى رفع سعر حصة الشركات من الغاز المُنتج. هذه السياسات كان لها دور فعّال في استقطاب استثمارات إضافية، خاصة مع وجود فجوة حالية بين إنتاج مصر البالغ نحو 4.6 مليار قدم مكعب يومياً، واحتياجاتها التي تُقدّر بـ6.2 مليار قدم مكعب.
وإذ تُسابق القاهرة الزمن لسد هذه الفجوة، فإن عمليات الحفر الجديدة تمثل ورقة ضغط إيجابية في معادلة التوازن بين الإنتاج المحلي والتصدير، خاصة في ظل سعي الحكومة لرفع الإنتاج إلى 5 مليارات قدم مكعب يومياً بنهاية العام.
بهذا، لا يُنظر إلى حقل ظُهر باعتباره مجرد مورد طاقة، بل كونه قصة نجاح مستمرة تتجدد فصولها كلما حفرت "إيني" بئراً جديدة، وكلما أعادت الشركات العالمية اكتشاف ثروات المتوسط المدفونة تحت أمواجه.
أخبار متعلقة :