عرب فايف

يا أحفادي… الأردن ليس وطنًا فقط، بل هو سرٌّ أودعته في قلوبكم - عرب فايف

جو 24 :

حين تكبرون وتسألونني:

"ما هو الأردن يا جدّي؟”

لن أفتح خريطة، ولن أشرح حدودًا…

سأنظر في عيونكم، وأقول:

"الأردن يا أولادي… هو الأرض التي حملتني، وخبّأت في صدرها سرًّا أكبر من العمر كله.”

الأردن مش مجرد وطن نسكنه،

هو وطن يسكن فينا حتى لو تفرّقنا في المنافي.

هو الحضن الأول،

والأمان الأخير،

هو الأرض التي لا تخوننا، حتى لو خاننا كل شيء.

كبرتُ على صوته…

على هدير الريح في صحراها، وعلى بكاء المطر في جبالها،

على ترابها الذي حفظ خطى الأنبياء،

وعلى سمائها التي لا تزال تشهد صلوات العابرين.

هل تعلمون ما السرّ؟

السرّ أن في الأردن وعدًا مؤجَّلًا،

وأنها ليست مجرد محطة، بل بدايةٌ لشيء لا يُروى في كتب التاريخ.

فيها مشى موسى…

ومنها ارتفع إيليا…

وفيها، تُفتح نوافذ من الغيب على أهل البصيرة.

كل لاجئ جاءها ما جاءها عبثًا،

وكل ملهوف سكنها، لم يكن ضيفًا… بل شاهدًا على الوعد.

يا أحفادي…

علّموني الناس أن الذهب هو الكنز،

لكن الأردن علّمني أن الكنز هو الكرامة،

وأن أغنى من في الأرض… من يملك وطنًا اسمه الأردن.

حين يرفرف علمه، تشهق روحي.

حين أسمع اسمه، أُصلي له دون أن أدري.

وفي كل سجدة، هناك دعاء لا أعلنه…

لكنه دائمًا يبدأ بـ: "اللهم احفظ الأردن.”

أوصيكم…

إذا كبرتم، لا تتركوا حب الأردن في الذاكرة فقط،

ازرعوه في أفعالكم،

في طريقة وقوفكم حين يُذكر،

في دمعتكم حين تسمعون النشيد،

وفي فزعتكم إذا ناداكم.

إذا سألوا عنكم:

قولوا "أردنيين” بفخر،

لا لأن الجواز يحمل اسم البلد…

بل لأن أرواحكم تحمل نبضه، وأخلاقكم تُشبه أهله.

وإذا غبتم عنه،

احملوه في صلاتكم،

وفي حديثكم،

وفي حكاياتكم لأبنائكم.

قولوا لهم:

"جدّنا كان يرى في الأردن سرًّا لا يُقال،

وكان يُحبّه كما يُحبّ الإنسان قلبه… دون أن يراه، لكنه لا يقدر أن يعيش دونه.”

ولا تنسوا…

أن هناك وعدًا لهذه الأرض،

وأن الأردن لا يزال ينتظر دوره،

في زمن سيعرف فيه الجميع أن الصمت لم يكن ضعفًا…

بل كان حِكمة، وصبرًا، واستعدادًا لساعة قادمة.

وفي تلك الساعة…

سيتكلم الأردن،

وسيعرف العالم أن هذه الأرض التي صبرت،

كانت تحمي سرًّا من السماء…

أودعه الله في قلوب من أحبّها بصدق.

منكم أنتم.

أخبار متعلقة :