فرنسا وألمانيا توجهان انتقادات حادة لإسرائيل بسبب استئناف حرب غزة - عرب فايف

وجهت فرنسا وألمانيا انتقادات حادة لإسرائيل، داعيتين إلى وقف فوري للأعمال القتالية واستئناف المفاوضات من أجل حل سياسي للصراع المستمر. تأتي هذه المواقف وسط إدانات متزايدة للهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع، والذي أسفر عن سقوط مئات القتلى الفلسطينيين.

ماكرون: استئناف الضربات الإسرائيلية "نكسة كبيرة"

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رفضه لاستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفًا الأمر بأنه "نكسة كبيرة" للجهود الدبلوماسية الساعية إلى تهدئة الأوضاع.

وأثناء لقائه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في قصر الإليزيه، شدد ماكرون على أنه "لن يكون هناك حل عسكري لهذا النزاع"، محذرًا من أن استمرار العمليات العسكرية سيزيد من معاناة المدنيين دون تحقيق نتائج حقيقية على الأرض.

وقال ماكرون في تصريحاته:

"يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فورًا، ويجب استئناف المفاوضات بحسن نية تحت رعاية أميركية."

كما جدد الرئيس الفرنسي دعوته إلى "وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح جميع الرهائن" الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، مؤكدًا ضرورة العمل على حل شامل يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.
 

ألمانيا: الغارات الإسرائيلية تبدد الآمال في إنهاء المعاناة

من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من أن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة "تبدد الآمال الملموسة للعديد من الإسرائيليين والفلسطينيين بوضع حد لمعاناة جميع الأطراف".

وجاءت تصريحات بيربوك قبل بدء زيارتها إلى لبنان، حيث دعت جميع أطراف النزاع إلى "ضبط النفس واحترام القانون الإنساني والعودة إلى المحادثات"، مؤكدة أن الحل العسكري لن يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.

وأشارت بيربوك إلى أن ألمانيا تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في غزة، معربة عن قلقها العميق من حجم الدمار والخسائر البشرية التي خلفها القصف الإسرائيلي الأخير.

الاتحاد الأوروبي: الضربات الإسرائيلية "غير مقبولة"

في موقف أوروبي متسق مع الانتقادات الفرنسية والألمانية، أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنها أبلغت وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة "غير مقبولة".

وفي تصريحاتها يوم الأربعاء، قالت كالاس إنها سألت ساعر مباشرة:

"لماذا تقومون بذلك؟"، مشيرة إلى أن تصعيد العنف يعرقل أي جهود لتحقيق تسوية سلمية ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل

تأتي هذه الانتقادات في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي لوقف العمليات العسكرية واستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار. وتتصاعد المخاوف العالمية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية الأخيرة في تدمير أحياء سكنية بأكملها، وسقوط مئات القتلى والجرحى، ما دفع دولًا ومنظمات حقوقية إلى التحذير من كارثة إنسانية وشيكة.

هل تؤدي الضغوط الدولية إلى تغيير مسار الحرب؟

مع استمرار الانتقادات الغربية لإسرائيل، يظل التساؤل مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الضغوط السياسية والدبلوماسية كافية لوقف الحرب، أم أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، ستواصل عملياتها العسكرية دون الالتفات إلى الإدانات الدولية.

وفي ظل تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، تتجه الأنظار إلى موقف الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، وما إذا كانت ستتخذ خطوات أكثر صرامة للضغط على تل أبيب من أجل إنهاء التصعيد العسكري وفتح قنوات دبلوماسية جديدة لحل الأزمة.