كومباني.. تلميذ جوارديولا الذي أعاد إرثه في بافاريا - عرب فايف

لم تكن طفولته سهلة أبدًا مثل معظم المهاجرين الأفارقة إلى القارة الأوروبية، إذ كان والده أحد المعارضين للحكم في الكونجو الديمقراطية «زائير سابقًا»، لينتقل خارج البلاد ويهاجر إلى بلجيكا، حيث تعرف على والدته وتزوج الثنائي وأنجبا فينسنت كومباني، الطفل الصغير الذي أصبح أحد نجوم منتخب بلجيكا، ثم المدرب الذي قاد بايرن ميونيخ للتتويج بلقب الدوري الألماني عام 2025، الأحد.
واجهت عائلة كومباني العنصرية بسبب لون بشرته، كما أنه تأخر كثيرًا في المدرسة بسبب ارتباطه بمباريات كرة القدم، إضافة إلى استبعاده من منتخب بلجيكا للشباب أكثر من مرة نتيجة خلافاته المستمرة مع المدربين، قبل أن يواجه أصعب فترة في حياته حين تم الطلاق الرسمي بين والده ووالدته، ليعيش في الشارع أكثر من البيت، ويهرب من هذه المعوقات باحتراف كرة القدم.
يقول كومباني عن حياته: «لقد واجهت ظروفًا صعبة، وشاهدت انتشار المخدرات والعصابات في الشارع الذي كنت أقطن فيه، وكنت قريبًا من الدخول في هذا المسار الخاطئ والكارثي، لولا تركيزي في كرة القدم وحلمي بأن أصبح لاعبًا كبيرًا».
ولم يكتف فينسنت بتفوقه الكروي، إذ حصل على ماجستير إدارة الأعمال من كلية مانشستر أثناء احترافه في صفوف مانشستر سيتي، كما أنه رجل يتحدث أكثر من لغة، مثل الفرنسية، التي تعلمها في المنزل، والهولندية في شوارع بروكسل، إضافة إلى الإنجليزية والألمانية، وبعضًا من الإسبانية والإيطالية.
وحصل كومباني على فرصته لاعب محترف في صفوف فريق أندرلخت البلجيكي، إذ بدأ مسيرته لاعب وسط دفاعيًا قبل التحول إلى مركز قلب الدفاع بسبب صلابته وقوته البدنية، ليصبح أحد نجوم الفريق ويتوج بلقب الدوري مرتين، ما أسهم في احترافه في ألمانيا مع هامبورج.
وفي ألمانيا، تعلم كومباني الثقافة الألمانية وفاز بلقب «الإنترتوتو» مع فريق هامبورج، لينتقل رسميًا إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2008، ويصبح أحد أهم المدافعين في الكرة الإنجليزية والبلجيكية حتى اعتزاله عام 2020.
ويعد كومباني أحد أهم لاعبي سيتي تاريخيًا، إذ حصل مع الفريق على 12 بطولة رسمية منذ عام 2008 وحتى 2019، كما أنه استفاد كثيرًا من قدوم الإسباني بيب جوارديولا لتدريب النادي، بدءًا من صيف 2016، إذ كان قائد الفريق الأول وأحد أقرب اللاعبين إلى جوارديولا.
ومع بيب، تعلم كومباني مبادىء التمركز والتمرير والتحرك من دون كرة، كما أنه كان من الأسماء التي أبدت إعجابًا كبيرًا بقدرات جوارديولا التكتيكية، التي أسهمت في فوز مانشستر سيتي بأكثر من بطولة محلية، من بينها لقب البريميرليج في موسم 2018ـ2019، حين لعب كومباني دورًا محوريًا في التتويج بهذا اللقب، بعد تسجيله هدف الفوز على ليستر سيتي في الجولة قبل الأخيرة، التي جعلت مانشستر سيتي أقرب من منافسه ليفربول للفوز.
ورحل فينسنت بعد ذلك إلى أندرلخت ليعتزل كرة القدم لاعبًا، موسم 2019ـ2020، بعد أن حصل لفترة قصيرة على دور قيادة الفريق واللعب في آن واحد، قبل أن يصبح المدرب الفني بصفة دائمة خلال الفترة من 2020 وحتى 2022.
وعلى الرغم من عدم فوزه بأي لقب مع أندرلخت، إلا أن كومباني أثبت أنه مدرب له مستقبل كبير، ليتعاقد نادي بيرنلي معه عام 2022، ويقود الفريق نحو الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى «التشامبيونشيب» 2023، الذي كان سببًا رئيسًا في عودة الفريق لمدة موسم واحد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعد هبوط الفريق من جديد إلى دوري «التشامبيونشيب» بنهاية موسم 2023ـ2024، حصل كومباني على فرصة عمره بعد تلقيه عرضًا لتدريب النادي البافاري، بتشجيع وتوجيه من مدربه السابق بيب جوارديولا.
وبحسب الصحافي الإيطالي الشهير فابريزيو رومانو، على حسابه الشخصي الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، فإن إدارة بايرن ميونيخ تواصلت مع بيب جوارديولا لتسأله عن رأيه بشأن تعيين كومباني.
وأشاد جوارديولا بقدرات كومباني التدريبية، ليؤكد لإدارة بايرن ميونيخ أن البلجيكي شخص موهوب وذكي، ولديه مستقبل مبهر في التدريب.
ونجح كومباني في قيادة بايرن ميونيخ للفوز بلقب الدوري الألماني خلال موسم 2024ـ2025، بعد أن خسره الموسم الماضي لمصلحة منافسه باير ليفركوزن.