ما قصة سيارة «البابا» التي تحوّلت إلى عيادة متنقّلة في غزة؟ - عرب فايف

أعلن التلفزيون السويدي مبادرة لتحويل إحدى سيارات البابا الراحل فرنسيس، المعروفة باسم «البابا موبيل»، إلى عيادة طبية متنقلة مخصصة لعلاج أطفال قطاع غزة، وهي السيارة التي استخدمها البابا خلال زيارته التاريخية إلى بيت لحم عام 2014.

وكان البابا فرنسيس أوكل هذه المبادرة إلى كاريتاس القدس، وهي منظمة إغاثة كاثوليكية، في الأشهر التي سبقت وفاته في أبريل الماضي، ليعاد تجهيزها لتصبح مركزًا صحيًا متنقلًا يقدم الرعاية الطبية للأطفال في مناطق القطاع التي تفتقر إلى مرافق صحية عاملة، تنفيذًا لوصية البابا الأخيرة قبل وفاته في 21 أبريل 2025.

جاءت هذه المبادرة بتخطيط من الأمين العام لمنظمة كاريتاس السويد بيتر برونه، بالتعاون مع أنطون أصفر من مدينة القدس، وحصلت الفكرة على موافقة شخصية من البابا فرنسيس، الذي أبدى تأييده قائلاً: «بالتأكيد، استخدموا سيارتي إذا كانت ستفيد أطفال غزة، فهي تستحق أن تُستخدم بهذا الشكل».

وستُجهز السيارات بمعدات طبية متكاملة تشمل أدوات تشخيص، اختبارات سريعة لاكتشاف العدوى، لقاحات، ومعدات لتقطيب الجروح، كما ستُحصن جزئيًا بطبقة واقية من البلاستيك للحماية من الشظايا، نظرًا للمخاطر الأمنية في القطاع المحاصر.

يواجه المشروع تحديًا كبيرًا يتمثل في إدخال العيادة المتنقلة إلى قطاع غزة، إذ يعاني القطاع من حصار خانق ومنع مستمر لدخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، وتتولى منظمة كاريتاس القدس، التي خدمت مجتمعات غزة لسنوات في ظروف صعبة، قيادة هذا الجهد على الأرض، وقال أنطون أصفر: «تمثل هذه السيارة الحب والرعاية والقرب الذي أبداه البابا تجاه الأشد ضعفًا».

من جانبه، أكد بيتر برونه أن السيارة ليست مجرد مركبة، بل «رسالة مفادها أن العالم لم ينسَ أطفال غزة».

ويأتي هذا المشروع في ظل أزمة إنسانية كارثية في غزة، إذ انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل، ويعاني الأطفال من نقص الرعاية الطبية وسوء التغذية، وكان البابا فرنسيس، داعمًا للقضية الفلسطينية، فقد دعا مرارًا إلى وقف الحرب على غزة.