عرب فايف

في أول صدام كبير... رئيس الأركان الإسرائيلي يرفض أوامر الحكومة بشأن غزة - عرب فايف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في أول صدام كبير... رئيس الأركان الإسرائيلي يرفض أوامر الحكومة بشأن غزة - عرب فايف, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 05:48 صباحاً

كشفت القناة 12 العبرية، عن تفاقم التوتر بين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، والقيادة السياسية العليا، وذلك بعد خلاف حاد بشأن دور الجيش في توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

وأشارت القناة إلى أن الاجتماع الأمني الأخير شهد مواجهة مباشرة بين زامير وعدد من المسؤولين السياسيين، حيث عبّر رئيس الأركان عن موقفه بوضوح وصرامة، قائلاً:

"جنودنا لن يوزعوا المساعدات في غزة. لست مستعدًا لسماع ذلك."

"لن أعرّض الجنود للخطر من أجل الماء والخبز"

وبحسب ما نقلته القناة عن مصادر حضرت الاجتماع، شدد زامير على أن دور الجيش الإسرائيلي سيقتصر فقط على تأمين المناطق التي توصف بـ"الإنسانية" داخل القطاع، وسيتم السماح فقط للمنظمات الدولية المعترف بها بتنفيذ عمليات التوزيع المباشر للمساعدات، دون تدخل مباشر من جنود الجيش.

وأضاف رئيس الأركان خلال الاجتماع:

"لن أضع حياة جنودي في خطر من أجل توزيع الماء والخبز على حشود جائعة وغاضبة في غزة. انتهى الحديث."

صدام مع القيادة السياسية بعد شهر ونصف فقط من توليه المنصب

تأتي هذه التصريحات بعد مرور أقل من شهرين على تولي زامير منصب رئاسة الأركان، خلفًا لهيرتسي هليفي، حيث تُعد هذه المواجهة أول اختبار فعلي لعلاقته بالمستوى السياسي، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد الأمني والإنساني في غزة.

ونقلت القناة العبرية عن مصادر مطلعة أن لهجة زامير في الاجتماع لم تترك مجالًا للنقاش، وفسّرت بأنها محاولة متعمدة لرسم حدود واضحة لنفوذه العسكري، ومنع القيادة السياسية من توريط الجيش في أنشطة غير قتالية تُعرضه للخطر أو تقوّض هيبته أمام الجمهور الإسرائيلي.
 

وأضافت المصادر أن "رئيس الأركان كان بإمكانه اختيار لهجة أكثر دبلوماسية، لكنه فضّل الحسم المباشر، في ما يبدو أنه إعلان عن استقلالية القرار العسكري في هذه المرحلة الحساسة".

السياق: أزمة إنسانية وغضب شعبي متصاعد

الخلاف يعكس التوترات المتزايدة داخل مؤسسات الحكم الإسرائيلية في ضوء تصاعد الانتقادات الدولية بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث تفرض إسرائيل قيودًا مشددة على دخول المساعدات، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.

في الوقت نفسه، تحاول الحكومة الإسرائيلية امتصاص الضغط الدولي بإظهار استعدادها لتسهيل إدخال المساعدات، لكن التردد في إشراك الجيش بشكل مباشر يعكس صراعًا داخليًا بين متطلبات الأمن والسياسة والدبلوماسية.

محاولات فرض أمر واقع... أم تمرد ناعم؟

يرى محللون أن موقف زامير قد يُعد محاولة استباقية لفرض أمر واقع على القيادة السياسية، مستندًا إلى نفوذ الجيش في المنظومة الإسرائيلية، خاصة في وقت تُطرح فيه تساؤلات داخلية حول أداء الحكومة في إدارة الحرب والمشهد الإنساني.

ويضيف آخرون أن موقف زامير يُعيد إلى الواجهة النقاش حول "أدوار الجيش في المناطق المحتلة"، وما إذا كان من المقبول تحميله مسؤوليات مدنية كجزء من أجندة سياسية، أو استخدامه كوسيلة دبلوماسية للتخفيف من الانتقادات الغربية.

 

أخبار متعلقة :