أكّد المؤرخ البريطاني، البروفيسور جوليان جاكسون، أن كتابه «سيرة شارل ديغول.. فكرة محددة عن فرنسا»، الذي صدرت ترجمته العربية، أخيراً، بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، لا يقتصر على عرض الوقائع التاريخية، بل يُحلّل الإرث السياسي والفكري لشارل ديغول، وتأثيره المستمر في الحياة السياسية الفرنسية والعالمية.
وسلّط جاكسون، خلال محاضرة ضمن فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الضوء على الرمزية المستمرة لاسم ديغول في الذاكرة السياسية الفرنسية، مشيراً إلى أن الرئيس، إيمانويل ماكرون، عند توليه منصبه، ظهر في صورة شهيرة بجانب كتاب «ذكريات شارل ديغول»، فيما طالبت صحف بريطانية، مثل الغارديان، بـ«ديغول جديد».
وأوضح جاكسون - في المحاضرة التي شهدها السفير الفرنسي لدى دولة الإمارات، نيكولا نيمتشينو، ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم - أن ديغول نفسه لم يتوقع هذا الامتداد الرمزي، بل قال في عام 1967: «حين أموت، كل شيء سينسى»، وهو ما ثبت عكسه تماماً، ورأى أن من أبرز إنجازات ديغول تأسيس الجمهورية الخامسة، التي لاتزال فرنسا تستند إلى دستورها حتى اليوم، معتبراً إياه زعيماً نادراً جمع بين السياسة والعسكرية والفكر في آن واحد.
ونوّه بموقفه التاريخي من استقلال الجزائر عام 1958، في تحدٍّ للتيارات المتشددة آنذاك، وذكر أن كتابه يفتح نافذة جديدة على شخصية ديغول من زوايا متعددة، ويروي فصولاً غير مألوفة من تاريخه، ليقدم صورة متكاملة عن رجل دولة لم يكن مجرد بطل مرحلة، بل مرجعية مستمرة في السياسة والفكر والقيادة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :