عرب فايف

2000 سمكة تونة ضخمة تسجل ظهوراً «غير معتاد» قرب سواحل الفجيرة - عرب فايف

رصد فريق التنوع البيولوجي في هيئة الفجيرة للبيئة، بالتعاون مع فرق متابعة الحياة البحرية التابعة لجمعيات الصيادين في الفجيرة والخبراء من المجتمع المحلي، أكثر من 2000 سمكة تونة قبالة سواحل الإمارة بميناء الفجيرة، في ظهور غير معتاد من حيث التوقيت والموقع والحجم، نظراً إلى كونه جاء خارج موسم التونة المعروف، وداخل نطاق لا يتجاوز 10 أميال بحرية من الميناء.

وأوضحت مديرة هيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، في تصريحات صحافية، أمس، أن متوسط وزن سمكة التونة المرصودة بلغ نحو 22 كيلوغراماً، وهو ما يفوق المعدلات الطبيعية في هذا الموسم، عازية هذا الظهور المفاجئ إلى وفرة الغذاء الطبيعي لأسماك التونة في بحر الفجيرة، مثل السردين والحبار، ما يؤكد صحة الحياة البحرية في الفجيرة وجودة مياهها.

وحذّرت المعلا من التحديات التي تواجه هذا النوع من الأسماك، مشيرة إلى أنها من الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة ارتفاع الطلب العالمي عليها، إذ يصاد سنوياً ما يزيد على سبعة ملايين طن من أسماك التونة، لافتة إلى أن تأثير التغيرات المناخية وتدهور المواقع البحرية والصيد الجائر للسردين والحبار، يعد من أبرز التحديات التي تهدد استقرار السلسلة الغذائية للتونة.

وشددت على أهمية تعزيز الوعي البيئي بين فئات النشء والصيادين ومرتادي البحر، حول الدور الحيوي الذي تلعبه التونة في التوازن البيئي، داعية إلى تطبيق القوانين البيئية لضمان حمايتها، وتوفير بيئة بحرية آمنة لكل الكائنات البحرية.

من جانبه، قال رئيس جمعية صيادي الفجيرة، محمود حسن سليمان آل علي: «إن فريق الرصد التابع للجمعية هو من لاحظ ظهور كميات كبيرة من التونة قرب سواحل الإمارة، وعلى الفور تم التواصل مع هيئة الفجيرة للبيئة لإبلاغها بالمشهد غير المعتاد، ما أسفر عن توثيق أكثر من 2000 سمكة تونة ضمن نطاق لا يتجاوز 10 أميال بحرية من الميناء».

وبيّن آل علي أن التونة التي ظهرت أخيراً تُعرف محلياً باسم «اليودر»، وهي من نوع تونة الزعنفة الصفراء، وتعد من الأنواع ذات الجودة العالية، وتراوح أوزانها عادة بين 90 و100 كيلوغرام.

وأوضح أن هذا الظهور جاء تزامناً مع الثلث الأول من موسم «القباب»، الذي يمتد من مارس إلى أواخر يوليو، وتشهد فيه السواحل عادة قدوم القبابة «الذراعية» و«أم عسقة» (Longtail)، وليس التونة.

وأضاف أن أسماك التونة شوهدت على بعد 10 أميال بحرية فقط، وهي مسافة قريبة، مقارنة بالمواقع المعتادة لظهورها، لافتاً إلى أن الأوزان تراوحت بين 22 و30 كيلوغراماً، فيما بلغ وزن أكبر سمكة تم صيدها 75 كيلوغراماً.

وعزا آل علي هذا التغير إلى دخول كميات كبيرة من المياه العذبة والعوالق الطحلبية إلى البحر، بفعل الأمطار المدارية خلال الأعوام الماضية، ما ساعد على تقليل الملوحة ودرجات الحرارة، وأدى إلى وفرة غذاء سمك السردين واستقرارها في البحر، دون أن تهاجر كالمعتاد.

و أشار إلى أن العام الجاري يوصف محلياً بأنه «سنة محل»، أي كثيرة الرياح قليلة الأمطار، وهو ما ساعد على تباطؤ ارتفاع حرارة المياه، وإطالة موسم السردين والعومة، الغذاء الرئيس للتونة.

وعن أسعار البيع، أوضح أن التونة طُرحت بكميات كبيرة خلال فترة قصيرة، ما أدى إلى انخفاض سعرها إلى ما بين 150 و180 درهماً، في حين تعد أسعارها الحقيقية نحو 250 درهماً، نظراً إلى جودتها العالية.

ولفت إلى الإقبال الكبير من المستهلكين الذين يستخدمونها في الأطباق التقليدية كـ«المالح» و«الصالونة»، مشدداً على ضرورة توجيه هذه الكميات إلى المصانع، والاستفادة منها بشكل مستدام، مع احترام دورة حياة البحر. 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار متعلقة :