ويشهد المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه بأهدافه النبيلة حسب وصف المنظمين، مشاركة واسعة من نخبة المختصين والخبراء في مجال زراعة الأعضاء محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى مراكز طبية وبحثية متخصصة من داخل المملكة.
أخبار متعلقة
ويصاحب المؤتمر معرض متخصص تشارك فيه العديد من المراكز البحثية الرائدة في المملكة، إلى جانب شركات عالمية مختصة في تقنيات نقل الأعضاء، وأجهزة غسيل الكلى، وغيرها من التقنيات الحديثة الداعمة لعمليات زراعة ونقل الأعضاء، كما سيتم على هامش المؤتمر إطلاق منتدى خاص بزراعة الأعضاء يستهدف مختلف شرائح المجتمع لزيادة الوعي بأهمية هذا الجانب.
تطوير قطاع زراعة الأعضاء
وأوضح الدكتور سالم غندورة، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن هذا الحدث العلمي يمثل منصة رئيسية واستراتيجية تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية لتطوير أعمال قطاع زراعة الأعضاء في المملكة والمساهمة فيه.
وأضاف أن من أبرز أهداف المؤتمر تسليط الضوء على أفضل الممارسات الدولية وتبادل الخبرات المتعلقة بها، واستعراضها خلال جلسات وورش العمل المقامة. كما يهدف المؤتمر إلى تحسين وتعزيز القوانين والسياسات التي تحكم أعمال التبرع وزراعة الأعضاء، ومناقشة التحديات الأخلاقية والتشريعية في هذا المجال الحيوي.
وأشار الدكتور غندورة إلى أن المؤتمر يسعى أيضاً لتسليط الضوء على أبرز الابتكارات وأحدث ما توصل إليه العلم في مجال تطوير زراعة الأعضاء، بالإضافة إلى تعزيز الحوكمة والاستدامة في أعمال القطاع. وفي محور فريد من نوعه لمؤتمر علمي، أكد رئيس اللجنة المنظمة على تخصيص محور كامل لإشراك أفراد المجتمع، باعتبارهم ”اللبنة الرئيسية“ لخدمة هذا القطاع.
وضمن هذا المحور، سيُعقد ”منتدى للتبرع بالأعضاء“ يحضره نخبة من المشايخ ورجال الدين والأطباء، بهدف الإجابة على استفسارات الجمهور العامة المتعلقة بالتشريعات والأحكام الشرعية للتبرع بالأعضاء، وكذلك الرد على أي استفسارات طبية لديهم.
مستهدفات المؤتمر
ويستهدف المؤتمر بشكل أساسي الجهات الصحية المعنية ضمن منظومة الصحة في المملكة، والممارسين الصحيين من الجراحين والأطباء والاستشاريين المتخصصين في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى الأخصائيين من الممارسين الصحيين. وتأكيداً على أهميته العلمية، تم اعتماد المؤتمر من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع 25 ساعة تعليم طبي مستمر للمشاركين في ورش العمل وفعاليات المؤتمر.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر تماشيًا مع الأولوية التي توليها رؤية المملكة 2030 لصحة الإنسان، حيث يوفر منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات ودفع عجلة التطور في مجال زراعة الأعضاء، بما يخدم المرضى والمجتمع على حد سواء.
ومن بين الجهات المشاركة بفعالية في المؤتمر والمعرض المصاحب، يبرز مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث التابع له. وأوضح الدكتور محمد المطلق من المستشفى، أن مشاركتهم تهدف بشكل أساسي إلى التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء، ودعم عمليات زراعة القرنية على وجه الخصوص، بالتعاون مع بنك العيون بالمستشفى.
وأشار الدكتور المطلق إلى أن بنك العيون بمستشفى الملك خالد التخصصي، الذي تأسس عام 1983 كأول وأكبر بنك للعيون في منطقة الشرق الأوسط، يلعب دوراً محورياً في دعم عمليات زراعة القرنية في المملكة، حيث يورد القرنيات لمختلف المستشفيات ويدعم إجراء ما يقارب 1600 عملية زراعة قرنية سنوياً، فضلاً عن توفير الأغشية الأمنيونية لعلاج إصابات القرنية.
وأكد الدكتور المطلق أن المملكة، كغيرها من الدول، تواجه تحدياً يتمثل في شح التبرع بالقرنيات والأعضاء بشكل عام، مما أدى إلى الاعتماد بشكل كبير جداً على استيراد القرنيات من خارج المملكة، وتحديداً من الولايات المتحدة، لمواجهة قوائم الانتظار الطويلة لمرضى القرنية المنتشرين في المملكة.
وشدد على أهمية تغيير هذا الواقع من خلال زيادة الوعي بأهمية التبرع وتسجيل المزيد من المتبرعين.
وأشار إلى أن المستشفى يعمل جاهداً على هذا الصعيد، مستفيداً من وجود فتوى شرعية من هيئة كبار العلماء تجيز التبرع بالقرنيات، ومن خلال حملات توعية سنوية مثل حملة ”ساعدني لأراها“.
وأكد أن هذه الجهود أثمرت عن زيادة في أعداد المتبرعين المحليين والحصول على قرنيات من داخل المملكة، لكن الطموح لا يزال قائماً لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية احتياجات جميع المرضى. ويأتي المؤتمر كمنصة هامة لتعزيز هذه الجهود ومناقشة سبل تجاوز تحدي نقص التبرع.
وفي السياق نفسه، أكد المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن عدد الراغبين في التبرع بالأعضاء بلغ «450,607» شخصاً من مختلف مناطق المملكة وتأتي المنطقة الشرقية في المرتبة الثالثة من حيث عدد الراغبين في التبرع بواقع «66,241» راغب بالتبرع خلف كلاً من منطقة الرياض التي تتصدر القائمة بعدد «144,749» راغب بالتبرع ومنطقة مكة المكرمة التي حلت في المرتبة الثانية ب «117,353» راغب في التبرع بالأعضاء فيما تفاوتت بقية المناطق في عدد الراغبين.
وأشار المركز على موقعه الرسمي إلى زراعة أكثر من 2087 عضوًا من متبرعين أحياء ومتوفين فيما بلغ إجمالي عدد المرضى الذين استفادوا من زراعة الأعضاء أكثر من 2037 مريضًا خلال عام 2023، لافتاً أن عدد الأعضاء المزروعة من متبرعين أحياء تجاوز 1662 عضوًا، بينما جرى زراعة أكثر من 425 عضوًا من متبرعين بعد الوفاة.
أخبار متعلقة :