نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المشتبه به يسلم نفسه بعد يومين من قتل مصل في مسجد بـ«فرنسا» - عرب فايف, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 12:02 مساءً
في تطور مفاجئ، سلّم شاب فرنسي من أصول بوسنية (20 عامًا) نفسه للسلطات الإيطالية، بعد يومين من ارتكابه جريمة طعن وحشية أودت بحياة شاب مالي يُدعى "أبو بكر" (22 عامًا) داخل مسجد "لا جراند كومب" بجنوب فرنسا، وفقًا لبيان وزارة الداخلية الفرنسية اليوم الاثنين.
وحسب لوكالة "أسوشييتد برس"، فإن المشتبه به من مواليد فرنسا عام 2004، وكان يقيم في المنطقة، ولا يوجد لديه سجل إجرامي سابق، حسبما أفاد المدعي العام.
تفاصيل الجريمة المروعة داخل المسجد
في صباح الجمعة 25 أبريل 2025، بينما كان أبو بكر يُنهي تنظيف المسجد استعدادًا لصلاة الجمعة، دخل المشتبه به -الذي لم يكن معروفًا بين المصلين- وتظاهر بالصلاة بجانبه.
وحسب تسجيلات كاميرات المراقبة، تبادل الاثنان كلماتٍ قصيرة قبل أن يهجم الجاني بسكين ذي نصل طويل، ويوجه 40 إلى 50 طعنة للضحية بينما كان راكعًا، ثم صور المشهد بهاتفه وهو يردد: "لقد فعلتها"، معترفًا بأن الكاميرات ستلاحقه حتى يتم الوقوع به. ومع ذلك الفيديو عبر منصة "ديسكورد" قبل حذفه، وفق مصادر قضائية.
دوافع الجريمة التي هزت الرأي العام في فرنسا
أكد المدعي العام عبد الكريم جريني أن التحقيقات تدرس فرضيات عدة، منها دوافع كراهية الإسلام ("إسلاموفوبيا")، والحالة النفسية للجاني الذي كان يعيش على الإعانات الاجتماعية ويقضي وقتًا في ألعاب الفيديو، كما تم استدعاء وحدة مكافحة الإرهاب من باريس للمشاركة في التحقيقات، رغم عدم وجود سجل إجرامي للمشتبه به أو صلات إرهابية حتى الآن.
أدانة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون
أدان الرئيس إيمانويل ماكرون الجريمة مؤكدًا أن "الكراهية الدينية لا مكان لها في فرنسا"، بينما وصفها وزير الداخلية جيرالد دارمانان بـ"الاغتيال الشنيع في مكان مقدس". و نَظم مسجد باريس الكبير وقفة تضامنية، كما شهدت البلدة مسيرة حاشدة الأحد لدعم الضحية، وجمع سكانها تبرعات لإعادة جثمانه إلى مالي.
أبو بكر .. الشخصيته المحبوبة في "جراند كومب"
عُرف أبو بكر، الحاصل على شهادة في البناء، بشخصيته المحبوبة في بلدة "جراند كومب" الفقيرة، حيث كان يشارك بنشاط في خدمة المسجد. وقال رئيس المسجد: "جاء باكرًا كالعادة لخدمة بيت الله، فخسرناه بأبشع الطرق".
وبحسب شهود نقلت عنهم صحيفة "ميدي ليبر"، كان أبو بكر شخصية معروفة ومحبوبة في بلدة جراند- كومب التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة، والتي تعاني من الفقر منذ تراجع نشاطها المنجمي.
وكان أبو بكر قد حصل منذ سنوات على شهادة مهنية في مجال البناء من معهد باستور الخاص. ووفقًا لرئيس المسجد، فقد حضر أبو بكر إلى المسجد حوالي الساعة الثامنة صباحًا لتنظيف القاعة استعدادًا لصلاة الجمعة.
وتظهر تسجيلات كاميرات المراقبة أن أبو بكر كان بمفرده في القاعة، قبل أن يصل رجل آخر ويقف بجانبه وكأنه يستعد للصلاة. تبادلا بعض الكلمات، ثم عاد أبو بكر إلى تأملاته. وعندما ركع، باغته المهاجم بطعنات متتالية. وبعد أن ابتعد عنه قليلًا، عاد ليواصل اعتداءه، ثم أخرج هاتفه وصوّر الضحية، قبل أن يوجه لها طعنات إضافية.
وعُثر على جثة أبو بكر حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا من قبل مصلين آخرين، الذين سارعوا بالاتصال بخدمات الطوارئ. ويُعتقد أن القاتل أرسل الفيديو إلى أحد معارفه عبر منصة "ديسكورد"، قبل أن يقوم بحذفه لاحقًا.
حادثة صادمة في المدينة الهادئة
وكانت الشرطة الفرنسية قد كثفت جهودها للقبض على الجاني منذ وقوع الجريمة المروعة يوم الجمعة الماضي في البلدة التي كانت تعرف سابقًا بمدينة التعدين الهادئة. وكشفت تقارير إعلامية محلية عن تفاصيل صادمة، حيث ذكرت أن الجاني قام بتسجيل لحظات الاعتداء الوحشي بهاتفه المحمول، وأن كاميرات المراقبة في المسجد وثقت لحظات صرخاته التي تضمنت عبارات مسيئة للذات الإلهية.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر قضائية تفاصيل أولية مروعة للحادث، حيث ذكرت أن مصليًا قُتل طعنًا على يد مصل آخر داخل المسجد في إقليم جارد جنوبي فرنسا.
وأوضح المدعي العام في منطقة أليس، عبد الكريم قريني أن "رجلين كانا بمفردهما داخل المسجد، منشغلين بالصلاة عندما طعن أحدهما الآخر عشرات الطعنات حوالي الساعة 8:30 صباحًا، قبل أن يتركه ليموت ويلوذ بالفرار"، مشيرًا إلى أنه لم يتم التعرف على هوية الجاني المزعوم أو القبض عليه في الساعات الأولى التي تلت الجريمة.
كاميرات المراقبة تبشر الجاني بالقبض عليه
وبعد 24 ساعة من التحقيقات المكثفة، تمكنت السلطات الفرنسية من تحديد هوية المشتبه، وكان لا يزال هاربًا حتى مساء يوم السبت. وقد تم احتجاز شقيقه لفترة وجيزة لاستجوابه قبل تبرئته من القضية.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها صحيفة "لو باريزيان"، أن الجاني صوّر الضحية عن قرب وهي تحتضر على الأرض بعد أن سدد لها عدة طعنات بسكين ذي نصل طويل.
ويظهر الجاني في الفيديو، الذي يمتد لعشرات الثواني، وهو يقول: "لقد فعلتها"، ويعلق قائلًا: "سوف يتم القبض عليّ بالتأكيد"، بعد أن لاحظ وجود كاميرات مراقبة في القاعة.
وأشار الجاني في كلامه إلى رغبته في الاعتداء على أشخاص آخرين أيضًا، دون أن يقدم أي مساعدة للضحية التي كانت تنازع للبقاء على قيد الحياة.
أخبار متعلقة :