نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التيهاني: اهتمام أدباء المنطقة بالمقالة دفعهم لطباعتها في كتب - عرب فايف, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 12:42 صباحاً
أكد الشاعر والأكاديمي في جامعة الملك خالد أحمد بن عبدالله التيهاني أنّ المقالة في عسير بدأت بصدور جريدة «العسير» لصاحبها سعيد بن محمّد الغماز سنة 1342هـ،وأضاف في الورقة التي قدمها في ثلوثية الأديب الراحل محمد بن عبدالله الحميد تحت عنوان (المقالة في عسير.. النشأة والأثر) أنّ المؤرخين اعتمدوا تأريخاً متأخراً لكتابة المقالة في المنطقة ارتبط بالنشر الصحفي سنة 1371هـ، لأنهم نظروا إلى المقالة من حيث النضج الفنّي وسلامة الأساليب، فيما كانت جريدة «العسير» قد حوت العديد من المقالات، ومنها مقالة اقتصاديّة بعنوان (انحطاط التّجارة محتمل في البلاد العسيريّة)، ومقال بعنوان (افعلوا الخير تؤجرون) لكنها لم تخلُ من الأخطاء النحوية وضعف الرّبط بين الجمل.
أوائل الكتّاب
التيهاني ذكر أنّ الأديب والشّاعر عبدالله بن علي بن حميّد، كان من أوائل أدباء عسير الذين نشروا المقالة بجريدة البلاد السّعوديّة، وكانت مقالته الأولى حول الضّعف التّعليميّ في أبها، ما جعل أحد المعلّمين الأدباء، وهو الأديب المربّي محمّد أحمد أنور، يردّ عليه في الصّحيفة نفسها، وفي ذلك دليلٌ على التفاعل المبكّر، والحرص على الحوار.
ولفت التيهاني إلى أنّ تلك البدايات كان لها الفضل في زيادة نشاط أدباء عسير في كتابة المقالة على اختلاف أنواعها الموضوعيّة من الاجتماعيّة، والذّاتيّة، والنّقديّة، وغيرها، وكانت جريدة البلاد السّعوديّة، ومجلّتا المنهل، واليمامة، أكثر المطبوعات استقطاباً لهؤلاء الكتّاب، فقد واصلَ عبدالله بن علي بن حميّد نشْرَ مقالاتِه في مجلّة اليمامة، ثمّ في صحيفة اليمامة عبر السّنوات اللاحقة وكان ابنه محمّد بن عبدالله الحميّد من الكتّاب البارزين في صحيفة اليمامة أيضاً، إذ نشر بها عبر سنوات صدورها 50 مقالة، كما نشر بها الشّاعر يحيى بن إبراهيم الألمعيّ 43 مقالة، وقد عمل مراسلاً لصحف متعدّدة، منها مندثرات، وفيها باقيات، مثل: اليمامة، وقريش، والرائد، والبلاد، والجزيرة، فيما كان نصيب الأديب حسين بن ظافر الأشْوَل، 29 مقالة، وهي أرقامٌ تدلّ على حماسة هؤلاء، وإقبالِهم على الفنّ المقاليّ، في تلك الفترة المبكّرة التي تمتدّ بين عامي 1372هـ، و1382هـ.
وفي الفترة نفسِها، عُرفَ كتّابٌ آخرون، من أمثال هاشم بن سعيد النّعميّ، وعلي علوان، وسيف الألمعيّ، وسليمان محمّد عسيري، وأحمد التّرابيّ، وعبدالمعطي مانع، وأحمد بن إبراهيم مطاعن، وعلي بن حسن الشّهرانيّ.
وأشار التيهاني إلى أنّ هذا النشاط لم يتوقف، بل واصل الكتّاب عطاءهم الكتابيّ بعد سنة 1380هـ، ليظهرَ إلى جانبهم كتّابٌ آخرون مقلّون، ومن هؤلاء إبراهيم البكريّ الذي نشرتْ له صحيفةُ اليمامة سنة 1379هـ مقالاً بعنوان (تهامة عسير.. بلاد رجال ألمع)، ومثله محمّد بن معتق البشريّ الذي نشر مقالين في الصّحيفة نفسها، سنة 1380هـ.
كثرة المقالات وتعدّد الأسماء
أشار التيهاني في ورقته إلى أنّ المقالات كثرت بعد عام 1380هـ، وتعدّدت أسماءُ كتّابها، وظهر - إلى جانب السّابقين - جيلٌ جديدٌ، كان أفرادُهُ يَجمعون بين العمل الصّحفيّ بوصفهم مُراسلين، وبين الكتابة المقاليّة بوصفهم أدباء، ومن هؤلاء عبدالله بن حسن الأسمريّ، وعلي بن حسن الأسمريّ، وتركي بن محمّد العسيريّ، وكانوا ينشرون مقالاتهم في مجلّة المنهل بين عامي 1387هـ، و1390هـ، وفيها كانوا يهتمّون بالمقالات الوصفيّة، إسهاماً في التعريف بجهاتهم التي لمّا تكن معروفة آنذاك؛ لقلّة أسباب الاتصال، وأنّ يحيى بن إبراهيم الألمعيّ كان أكثر كتّاب المقالة نشاطاً بين عامي 1380 و1390هـ، إذ كان ينشر مقالاتٍ حول الهموم الحياتيّة، والوظيفيّة، والأدبيّة، والحاجات التّنمويّة في منطقة عسير حينئذٍ، وله مقالاتٌ تاريخيّة، وجغرافيّة، وقد توزّعت مقالاته على صحف: «قريش»، و«الجزيرة»، و«النّدوة»، و«عكاظ»، و«البلاد»، ومجلّة اليمامة، وكانت له فيها زاويةٌ ثابتة اسمها (لمسات وهمسات)، ومن ذلك مقال حول الحاجات التّنمويّة، نشره سنة 1380هـ، بمجلّة اليمامة، وعنوانه (المنطقة المحرومة)، وهو يعني مسقط رأسه في محافظة رجال ألمع، ومقال حول مشكلات التّعليم، نشره في العام نفسه، بصحيفة النّدوة، وعنوانه (نحو سياسة تعليميّةٍ رشيدة)، إضافة إلى مقالات أدبية حول بعض الإصدارات الشعرية والأدبية الجديدة.
أما العقد الأخير من القرن الـ14 الهجريّ فقد شهد ازدياد عدد الكتّاب، وتنوّعت الأساليب، ووجدَ الشّباب منافذَ أخرى للنّشْر، وصارت لبعضهم زوايا ثابتة في الصّحف، كأحمد عبدالله عسيري.
أخبار ذات صلة
مجلة الجنوب
في مطلع القرن الـ15 الهجري كان لصدور مجلّة الجنوب سنة 1404هـ الدور الكبير في فتح أبواب النّشر أمام الكثيرين من كتّاب هذا الفنّ، بل إنّهم كانوا يتناوبون على كتابة صفحتِها الأخيرة، بعنوان (من هنا يبدأ العدد القادم)، وكتابة زاوية (تداعيات)، في صفحات الثّقافة؛ ما جعلَ المنافسةَ تزداد، فظهرَ التّنميق، والحرص على التّجديد في العبارة، وابتكار المجازات، إضافة إلى كتابات بعض الأكاديميين كعبدالله أبو داهش، وصالح أبو عراد الشهري في الجزيرة ومجلة الجنوب.
جريدة «الوطن» وولادة أسماء جديدة
أما العقدان الثاني والثالث من القرن الـ15 الهجريّ بعد صدور العدد الأوّل من صحيفة «الوطن»، سنة 1421هـ، فقد كان إيذاناً بولادةِ أسماء جديدةٍ في هذا الفنّ، كعلي بن سعد الموسى، ومجاهد عبدالمتعالي، وعبدالله ثابت، وماجد بن رائف، ومحمّد البريديّ، فيما واصل بعض الأوائل - ممّن كتبوا المقالة قبل صدور صحيفة «الوطن» - كتابة مقالاتٍ أسبوعيّة في صفحات الثّقافة، أوالرّأي، من أمثال محمّد بن عبدالله الحميّد، وأحمد بن عبدالله عسيري، ومحمّد بن ناصر الأسمريّ، وإبراهيم طالع الألمعيّ، وعلي فايع الألمعيّ الذي يمّم قلمه صوب النّقد الأدبيّ، وإبراهيم شحبيّ الذي أسهم إسهامات مهمّة في بعض المعارك الأدبيّة التي نشرت على صفحات الصحيفة.
طباعة المقالات في كتب
التيهاني أكد أنّ اهتمام أدباء عسير بالمقالة دفع بعض الكتاب إلى جمعها في كتب، وكان حسن بن محمّد بن حسن الحفظيّ، أوّل من جمع مقالاته في كتابٍ سنة 1408هـ، وعنوانه (شذرات قلم)، وقد طُبع ثلاث طبعات، وبلغ من حرص هذا الكاتب أن عمل على ترجمة بعض مقالاته إلى اللغة الإنجليزيّة، وأصدرها تحت عنوان (جواهر القلم)، وأصدرَ إبراهيم طالع الألمعيّ مقالاتِه الأولى سنة 1417هـ في كتابٍ بعنوان (الموتُ إلى الدّاخل)، وأصدرَ إبراهيم شحبي مجموعة من مقالاتِه سنة 1422هـ، وأسماها (أسماء وآراء)، كما أفردَ علي فايع الألمعيّ مقالاتِه النّقديّة، سنة 1424هـ، في كتابٍ عنوانه (انحراف الفهم.. انحراف المعنى.. مقالات في الأدب)، وفصَلَ علي بن إبراهيم مغاوي، مقالاتِه النّقديّة عن مقالاتِه الأخرى، فجمعَ مقالاته النّقديّة، سنة 1425هـ، في كتابٍ، عنوانه (وعْيُنا وسطوة الذّائقة)، وجعلَ مقالاتِه الثّقافيّة المتنوّعةَ في كتابٍ أصدره في العام نفسه، بعنوان (ضدّ التضاريس.. قراءة تحليليّة). وعمل مضواح بن محمّد آل مضواح، على جمع مقالاته الفكريّة في كتابٍ أصدره سنة 1426هـ، بعنوان (من يجرؤ على السّكوت). وأصدرَ عبدالوهاب بن محمّد آل مجثّل، مقالاتِه، سنة 1430هـ، في كتابٍ عنوانه (سطور في حبّ الوطن). كما أصدر أحمد عسيري، بعضَ مقالاته في كتابٍ مكوّنٍ من جزءين. وأصدر الشّاعر محمّد بن عابس الشّهري، مقالاته في كتابٍ عنوانه (فاكهة المرأة وخبز الرّجل).
وختم التيهاني ورقته بالتأكيد على أنّ الأسماء التي ذكرها كانت للتمثيل، وليست للاستقصاء، وكمال الاستقراء.
أخبار متعلقة :