عرب فايف

لماذا تراجع الدولار بشدة؟ وما توقعات العملة الأمريكية هذه الأيام؟ - عرب فايف

رغم أن العملات تصعد وتهبط بشكل طبيعي في الأسواق، إلا أن التراجع الأخير في قيمة الدولار الأميريكي كان درامياً واستثنائياً، رغم ارتداته صعوداً إلى حد ما بالأمس، مما دفع العديد من المحللين إلى التساؤل: لماذا ينخفض الدولار؟ ولماذا يعد هذا الأمر مهماً؟ بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية.

صعود الدولار في البداية

ارتفع الدولار خلال خريف 2024 قبل الانتخابات الأمريكية، مدفوعاً بنمو اقتصادي قوي نسبياً في الولايات المتحدة، وتعزز بعد فوز دونالد ترامب على أمل أن تساهم سياساته في استمرارية هذا الاتجاه.

كما ساهمت وعود ترامب بفرض تعريفات جمركية في دفع التوقعات التضخمية للارتفاع، ما عزز الآمال برفع أسعار الفائدة الأمريكية، وبالتالي زاد من جاذبية الدولار للمستثمرين.
اقرأ أيضاً: بما فيها الصين.. ترامب: اتفاقات الرسوم الجمركية ستُبرم مع كل الدول

لكن الحسابات تغيرت

مع مرور الوقت، بدأت ملامح سياسات ترامب التجارية تتضح، خصوصاً مع فرض رسوم جمركية على مراحل ووجود فترات توقف وتمديدات، لا سيما في التعامل مع الصين، وهو ما زاد من حالة الغموض بشأن تداعيات هذه الإجراءات.

في الوقت ذاته، بدأت توقعات تباطؤ النمو في الولايات المتحدة تتعزز بشكل كبير.

رسوم ترامب تضعف الدولار

تأثر الدولار بشكل سلبي بسبب الرسوم الجمركية، إلى جانب الهجوم العلني من ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بسبب عدم خفض أسعار الفائدة، وهو ما ساهم في زيادة الضغط على العملة الأمريكية.

وقد انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه مقابل سلة من العملات الرئيسية، إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات.
اقرأ أيضاً: الدول الأكثر فقرًا مهددة بدفع الفاتورة الأكبر لرسوم ترامب

أمر غير معتاد للأسواق

عادة ما يُعتبر الدولار وسندات الحكومة الأمريكية ملاذين آمنين في أوقات الأزمات، لكن موجة البيع الأخيرة في كليهما دفعت الأسواق إلى حالة من الدهشة والارتباك.

وقالت جين فولي، كبيرة استراتيجيي العملات في مصرف "رابوبانك": "انخفاض الدولار بعد إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية – الذي وصفه بيوم التحرير – أثار صدمة كبيرة".

هل يفقد الدولار مكانته العالمية؟

أثار هذا الانخفاض المفاجئ تكهنات بشأن تحوّل أوسع من الاعتماد العالمي على الدولار نحو عملات أخرى، وسط تساؤلات حول مستقبل هيمنته كعملة احتياطية رئيسية في العالم.

الأثر على المواطنين والتجارة

يبدأ المواطن الأمريكي بملاحظة ضعف الدولار عند السفر إلى الخارج، حيث تقل قدرته الشرائية، في حين يستفيد السياح الأجانب من زيادة قدرتهم الشرائية داخل الولايات المتحدة.

لكن الأثر العالمي أوسع بكثير، فالدولار هو العملة الاحتياطية الأولى، وتُستخدم في سداد الديون والمعاملات الدولية، وتهيمن على نحو نصف فواتير التجارة العالمية.

مكاسب وخسائر

يساهم ضعف الدولار في خفض أسعار الصادرات الأمريكية، مما قد يعزز تنافسية المنتجات الأمريكية عالمياً، لكنه يؤدي في المقابل إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، ما يضغط على المستهلك المحلي.

هل يستعيد الدولار مكانته؟

رغم هذه التقلبات، ترى جين فولي أن الدولار قد يستعيد بعض قوته خلال الأسابيع المقبلة، إلا أنه من المستبعد أن يعود إلى مستوياته السابقة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية الجارية.

أخبار متعلقة :