انتهت حقبة اتسمت بالعديد من الأحداث والتقلبات في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة السورية، وبدأت حقبة هامة وحساسة يضطلع بها أولئك الذين استلموا زمام المسؤولية فيها، وهناك ملفات مهمة تحتاج إلى تبصر واقعي لما تمر به المنطقة العربية والإسلامية والشرق الأوسط من احداث، والتي تلقي بظلالها على جميع دول المنطقة وسوريا جزء أصيل منها.
التوغل الإسرائيلي في الجولان بالأخص في مدينة القنيطرة، وصل حوالي ٣ كيلومتر مع قيام المقاتلات الحربية الإسرائيلية بتدمير قدرات عسكرية للجيش السوري بما يقارب ٧٠-٨٠٪ منها، تخوفاً من سقوط تلك الأسلحة والعتاد العسكري بيد النظام الجديد الناشئ في سوريا، وعليه فإن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني اتفقا على التخلص من أي قوة ممكن أن تشكل أي تهديد على الكيان المحتل ولو مستقبليا ً، فالضريات الاستباقية التي وجهتها مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي، على ما يبدو تثبت أن هناك توجه لدى حكومة نتنياهو، إلى اتخاذ تدابير احترازية قبل أن يتم الانتقال السياسي في المشهد السوري، وذلك بإضعاف قوته العسكرية مسبقاً وأن لا يشكل أي خطر عليه، فمخاوف الكيان المحتل من نشوء نظام سياسي ربما يكون معاد له على غرار أنظمة عديدة شكلت تهديداً كبيراً عليها، والتي برزت بعد تحولات سياسية جذرية عميقة في تلك الدول.
سوريا الدولة تحتاج إلى فترة للتعافي، فالأزمة الدقيقة التي مرت بها، وما تعرضت إلى هزات اقتصادية واجتماعية وسياسية قوية، وكان المخاض عسيراً حتى استطاعت أن تدخل طوراً جديداً بالكلية، وهي بحاجة ماسة أن ترتب أوضاعها الداخلية، وتصوغ علاقات دولية صحية ونشطة مما يعزز نهضتها ودورها في المشهد الدولي، هذا بكل تأكيد يحتاج إلى فترة طويلة، والأهم نظرة النظام الجديد للملفات الساخنة والحاسمة والحية على الساحة الدولية، كالقضية الفلسطينية، إضافة إلى علاقاتها مع دول الجوار وعلى أساس المستجدات الحاصلة في النظام العالمي تتخذ مواقفها.
نتمنى لسوريا دولة وشعباً التقدم والازدهار، وأن تلقي بثقل الماضي بكل ما حدث فيه خلف ظهرها، وتنظر بكل تفاؤل إلى المستقبل، وتفتح ذراعيها نحو التطور والتنمية على قاعدة الشراكة الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
0 تعليق