متابعات – «الخليج»
استخدم شاب يدعى لويجي مانجيوني مسدساً مُصنع يدوياً «شبح» لاغتيال برايان طومسون الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في الولايات المتحدة، أثناء وجوده بمدينة نيويورك، ليثير الفزع حول خطورة الأسلحة الشبحية في أمريكا.
حملت «الأسلحة الشبحية» هذا الاسم لأنها غير قابلة للتتبع في معظم الأحيان، حيث يمكن تجميعها في المنزل إما من الصفر أو من خلال مجموعات أجزاء الأسلحة، ولا تحمل أرقاماً تسلسلية. وكان السلاح الذي استخدمه مانجيوني في الجريمة المُتهم بارتكابها، نموذجاً لها.
وأشارت وثائق الشرطة عند اعتقاله، إلى أنه كان يحمل مسدساً نصف أوتوماتيكي مزوداً بجهاز استقبال مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد مع شريحة معدنية وكاتم للصوت.
وقالت الشرطة إن المسدس يمكنه إطلاق رصاصات عيار 9 ملم، وتطابق مع طراز السلاح المُستخدم لاغتيال برايان طومسون قبل أسبوع في نيويورك.
خطورة أسلحة الشبح في أمريكا
شككت جولييت كايم، المساعدة السابقة لوزير السياسات في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في أن جريمة قتل برايان طومسون ستغير آراء الناس، موضحة في تصريحات لإذاعة بي بي سي الأسلحة الشبحية عامل جديد في بلد معقد وعنيف للغاية، أمريكا تواجه صعوبة كبيرة في تقييد استخدام هذه الأسلحة.
يمكن تلخيص خطورة الأسلحة الشبحية في نقطتين رئيسيتين، الأولى أنها لا تحمل أرقاماً تسلسلية، ما يجعلها غير قابلة للتتبع، ويعيق قدرة الأجهزة الأمنية في تتبع تاريخ السلاح عند العثور عليه في مسرح الجريمة.
أما النقطة الثانية، فهي أن الأسلحة الشبحية لا تتطلب تقديم مستندات أو إجراء فحص لخلفية المشتري، ما يسمح للمشترين بتجاوز المتطلبات المعتادة التي قد يواجهونها عند شراء سلاح ناري بشكل قانوني.
قاعدة جديدة للأرقام التسلسلية
فرضت السلطات الأمريكية في عام 2022، قاعدة جديدة تلزم تضمين أرقام تسلسلية في هذه المجموعات وإجراء فحوص خلفية على المشترين. ومع ذلك، يمكن تصنيع بعض الأسلحة الشبحية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد أو أجزاء مطبوعة بتلك التقنية.
ولفتت وزارة العدل الأمريكية، إلى كون الطبيعة غير القابلة للتتبع لهذه الأسلحة تجعلها جذابة بشكل خاص للأشخاص الخطرين والمحظورين.
وأضاف جون ديفيتو، الوكيل الخاص السابق المسؤول عن مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في نيويورك ونيوجيرسي، أنه من القانوني أن يصنع شخص سلاحه الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تلك الأسلحة تصبح مشكلة عندما تتحول إلى أسلحة جريمة.
وألقى ستيفن جوتوفسكي، الكاتب في شبكة سي إن إن، الضوء على عدم كفاءة الأسلحة الشبحية، موضحاً أن لويجي مانجيوني أصلح سلاحه وهو ينفذ جريمة قتل برايان طومسون، وبدا كأنه كان يعلم مسبقاً أنه سيتعطل.
الخلاف القانوني حول الأسلحة الشبحية
رفض المؤيدون لتداول الأسلحة في الولايات المتحدة، لوائح إدارة بايدن التي أُدخلت في عام 2022، لإجراء فحص خلفية المشترين ووضع رقم مسلسل للمسدسات الشبحية، كون ذلك يخالف القوانين الأمريكية.
ونظرت المحكمة العليا الأمريكية في أكتوبر الماضي، طعن قدمه المصنعون ومجموعات المناصرة لتداول الأسلحة، مدعين أن لوائح بايدن تنتهك قانون عام 1968 الذي يلزم المُصنعين والتجار بإجراء فحوص خلفية، والاحتفاظ بسجلات المبيعات، ووضع أرقام تسلسلية على الأسلحة النارية.
وبنى أصحاب الدعوى قضيتهم على اعتبار أن القطع التي يتم بيعها ليست أسلحة، بل مجرد أجزاء. ومن المتوقع أن تُصدر المحكمة العليا قرارها خلال الصيف المقبل.
لوائح حيز التنفيذ
وسمحت المحكمة العليا بدخول اللوائح حيز التنفيذ بينما تنظر القضية. فيما أفادت عدة ولايات ومدن بانخفاضات في تقرير قُدم إلى المحكمة العليا الأمريكية من قبل المدعين العامين للولايات دعماً للوائح إدارة بايدن.
ومع ذلك، أثار اعتقال لويجي مانجيوني دعوات جديدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من استخدام الأسلحة الشبحية، بما في ذلك من إريك آدامز عمدة نيويورك، المدينة التي شهدت الجريمة، والذي قال إنها خطرة للغاية، ويجب على المسؤولين بذل المزيد للحد من حدوثها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق