أحداث متصاعدة تشهدها سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، مهَّدت الأرض أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للتوغل في الأراضي السورية، وهي الظروف التي تسعى تل أبيب من خلالها إلى زيادة التوتر في المشهد السوري، بهدف إجهاض أي فكرة لوجود قوة عسكرية تهدد مصالح دولة الاحتلال، وذلك تحت مزاعم الردع.
ونفذت إسرائيل نحو 300 هجوم على أهداف عسكرية، من بينها قواعد سلاح الجو السوري، أسفرت عن تدمير أسراب كاملة من طائرات الميج والسوخوي، ومحطات دفاعية وأبحاث علمية، والعشرات من البطاريات الكبيرة والمتقدمة المضادة للطائرات في جميع أنحاء سوريا، إضافة إلى المخزونات الاستراتيجية للأسلحة (مواقع تخزين صواريخ متقدمة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق إنتاج أسلحة، ومواقع أسلحة كيميائية)، فضلًا عن تدمير طائرات ومروحيات ودبابات تابعة للجيش السوري.
سوريا بلا جيش
وفي هذا الصدد يقول الخبراء إنَّ أحد أهم الأهداف العسكرية التي تركز عليها إسرائيل بالمرحلة المقبلة هو تدمير القدرات العسكرية السورية واستهداف مراكز الأبحاث التي تنتج الذخائر، وكذلك العلماء السوريين الذين يعملون في القطاعات التقنية العسكرية، مرجعًا ذلك إلى رغبتها في القضاء على أي ضوء لقوى عسكرية مستقبلية داخل سوريا.
دولة الاحتلال استغلت فرصة انهيار النظام القديم وعدم تبلور شكل واضح في الوضع الحالي، إذ تعتبر تل أبيب نفسها فوق المحاسبة والقانون الدولي، في ظل عدم وجود ضغوط دولية عليها.
وبالتوازي مع سقوط نظام الأسد تحاول إسرائيل تحجيم أي قوة تظهر في سوريا، خصوصًا في ظل التصريحات التي أطلقها قائد هيئة تحرير الشام، بأنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام الرئيس السابق.
إسرائيل ترى أن المرحلة الانتقالية السورية قد تأخذ فترة طويلة، بما يمثل فرصة للقضاء على أي مؤشرات عسكرية ونظام سياسي جديد يتشكل فيها المرحلة المقبلة، فالقوات المسلحة الوطنية تعد الضامن الرئيسي لأمن أي دولة، لأن أي دولة دون جيش وطني متماسك "تصبح في مهب الريح".
وتسير عملية التوتر والتصعيد في سوريا بشكل يصبُ في مصلحة إسرائيل، فتل أبيب "أكبر المستفيدين" حتى الآن، في الوقت الذي تسعى فيه للاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية، متحدية الشرعية الدولية وكل المواثيق والمبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول.
وتواصل إسرائيل متعمدة تدمير البنية العسكرية للدولة السورية، وهو الأمر الذي لا يرتبط بسقوط نظام بشار الأسد من عدمه، ففي ظل حكم بشار الأسد ومنذ عام 2011، دأبت على استهداف وتوجيه ضربات عسكرية حيوية ضد أهداف مثل مراكز أبحاث ومستودعات أسلحة وذخيرة ومنشآت لتطوير منظومات تسليحية، حتى لا تتمكن الدولة السورية بالقيام بعمل عسكري لاستعادة الجولان المحتل.
إسرائيل، بعد سقوط نظام الأسد، ترغب في التأكد من أن الدولة السورية ستحتاج سنوات لإعادة بناء قدراتها العسكرية، بما يطمئنها بشأن أنه لن يكون هناك عمل عسكري ضدها يومًا ما، وأن أي نظام جديد لن يفتح ملف الجولان المحتل.
وبشأن التحديات والفرص المتاحة فإن إعادة بناء نظام سياسي متكامل متزن ستكون أكبر وأصعب تحدٍ، لأن إسرائيل لا تريد تحقيق سوريا هذا المستهدف، الذي يحمل في طياته نهاية لمبدأ التفرق والطائفية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق