تزامناً مع انطلاق فعاليات أسبوع البيئة 2025 في جميع مناطق المملكة خلال الفترة من 20 إلى 26 أبريل تحت شعار “بيئتنا كنز”، يتجدد التأكيد على التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بحماية البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها، في إطار رؤية وطنية شاملة تضع الاستدامة البيئية في صميم خططها التنموية، ومن بين الكيانات الوطنية التي تميزت بحضورها البيئي الفاعل، تأتي جمعية الكشافة العربية السعودية، التي جعلت من الاهتمام بالبيئة محوراً أساسياً ضمن برامجها وأنشطتها، إيماناً منها بأن الحفاظ على البيئة ليس خياراً، بل واجب وطني وإنساني.
ويمثل المجال البيئي جزءاً أصيلاً من المنهج الكشفي، حيث يُعنى مجال “التربية الاجتماعية والبيئية” بتنمية وعي الفتية والشباب بأهمية الطبيعة وحمايتها، كما يشكل عنصر “حياة الخلاء” في الطريقة الكشفية مدخلاً عملياً لتجذير القيم البيئية في نفوس الكشافة من مختلف الأعمار، ولم يأتِ اهتمام الكشافة السعودية بالبيئة كردة فعل لموجة الاهتمام العالمي المتزايد، بل كان دائماً حاضراً في صميم أنشطتهم، حتى بات من النادر أن يخلو برنامج كشفي من محور بيئي، وتضاعف هذا الاهتمام في العقدين الأخيرين، مع إدراك الجمعية لحجم التحديات البيئية العالمية، كالتغير المناخي وفقدان الحياة البرية.
وفي هذا الإطار، يشارك الكشافون بفعالية في دعم أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، حيث يُسهمون بجهود منسقة تُعد الأكبر على مستوى العالم في هذا المجال، مستهدفين التصدي لقضايا مثل الفقر والجوع وتغير المناخ، كما حرصت الجمعية على المشاركة في الأيام العالمية البيئية، مثل اليوم العالمي للبيئة، واليوم العالمي لمكافحة التصحر، واليوم العالمي للمياه، وساعة الأرض، مساهمة في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ الممارسات البيئية السليمة، وفي عام 1430هـ، أطلقت الجمعية المشروع الكشفي الوطني لنظافة البيئة وحمايتها، ليصبح علامة فارقة في العمل البيئي المجتمعي، نال تقديراً عربياً وعالمياً، حيث تم عرض التجربة في المؤتمر الكشفي العالمي الـ 39 في البرازيل عام 2011، والمشاركة بها مجدداً في المؤتمر الكشفي العربي الـ 28 في سلطنة عمان عام 2016، باعتبارها نموذجاً ملهماً في حماية البيئة، وفي عام 2018، وقّعت الجمعية مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز التعاون في المجالات البيئية، وتوحيد الجهود لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 البيئية، كما نظّمت الجمعية عام 2019 المؤتمر العالمي “الكشفية وحماية البيئة”، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، والذي هدف إلى إبراز جهود الكشافة في حماية البيئة، وتبادل التجارب والخبرات على المستوى العالمي.
ولم تقف الجهود عند هذا الحد، بل سارعت الجمعية منذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء عام 2021 إلى تفعيل مشاركتها فيها، حيث أطلقت في عام 2022 مبادرة “معاً على الحياد الكربوني” التي ركزت على التشجير البيئي وتقليل انبعاثات الكربون، في خطوة تؤكد إيمان الكشافة العميق بالمسؤولية الوطنية والبيئية، وفي ظل شعار أسبوع البيئة لهذا العام “بيئتنا كنز”، تواصل الكشافة السعودية دورها الرائد، لتكون نموذجاً يحتذى في غرس القيم البيئية، وتعزيز العمل التطوعي لخدمة البيئة، وتحقيق التوازن بين التنمية وحماية الطبيعة.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3