حين تتصادم الأحلام، لا يُعلن فائز ولا يُحسب خاسر، فقط تظهر الحقيقة القاسية: أن مجدًا يُصنع على حساب مجدٍ آخر، وأن كل بطولة تُضيء في سماء أحدهم، تُلقي بظلها على آخر، هذا هو حال مانشستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا، الذي يبدو أن حلم عمر مرموش ببطولة قارية مع منتخب مصر سيتحول بالنسبة له إلى صداع لا ينتهي، في موسم سيكون مشبعًا بالأحداث والبطولات والغيابات.

لا يبدو أن مانشستر سيتي سيحظى بصيف هادئ بعد نهاية موسم 2024/25، الفريق الإنجليزي سيخوض تحديًا استثنائيًا في كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي تستضيفها الولايات المتحدة في يونيو ويوليو 2025، حيث ستشارك 32 من نخبة أندية العالم، السيتي، حامل اللقب القاري، سيبدأ موسمه مبكرًا جدًا، ما سيمنح لاعبيه بالكاد ثلاثة أسابيع راحة بين الموسمين.

وإن واصل الفريق مشواره حتى المباراة النهائية في 13 يوليو، ثم خاض بعدها مواجهة درع الاتحاد الإنجليزي في أوائل أغسطس، فإن الفريق سيدخل موسم 2025/26 منهكًا بدنيًا وفنيًا، دون فترة إعداد حقيقية، وهو أمر لم يعتد عليه جوارديولا الذي يؤمن بدقة التفاصيل التحضيرية.

إذا تحقق الحلم – مرموش خارج السيتي في 10 مباريات

لكن الكابوس لا يتوقف عند ضغط الجدول فقط؛ إذ قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إقامة نسخة كأس الأمم الإفريقية 2025 في الشتاء بدلًا من الصيف، بناءً على تعليمات فيفا لتفادي تضارب المواعيد مع كأس العالم للأندية، البطولة ستُقام في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، أي في قلب الموسم الأوروبي، وهو ما يفتح الباب أمام أزمة مزدوجة: غياب اللاعبين الأفارقة في توقيت حساس، وحرمان الأندية من خدمات نجومها في أكثر من بطولة.

عمر مرموش، الذي بات ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب المصري، سيقود أحلام الفراعنة في تلك النسخة، في وقت يتطلع فيه منتخب بلاده لحصد أول لقب قاري منذ عام 2010، مرموش تطوّر كثيرًا في آخر موسمين، وسجّل حضورًا لافتًا مع فرانكفورت ثم السيتي، وهو ما جعله الورقة الأكثر فاعلية في هجوم الفراعنة، بجوار محمد صلاح – إن استمر حتى ذلك الحين.

لكن مشاركته مع مصر في البطولة الإفريقية تعني أنه سيغيب عن مانشستر سيتي في فترة حرجة من الموسم، تصل إلى ما لا يقل عن 10 مباريات، تشمل:

بين حلم القاهرة وقلق مانشستر.. تأثير غياب مرموش على منظومة جوارديولا

بالنسبة لجوارديولا، فإن مرموش لا يُعد مجرد جناح هجومي آخر، بل خيارًا مرنًا على الأطراف وورقة تكتيكية مهمة خصوصًا في ظل غياب كيفن دي بروين المتوقع جزئيًا بسبب الحمل البدني، وتراجع مستوى بعض العناصر البديلة.

غياب مرموش، رغم كونه مؤقتًا، سيؤثر على خيارات بيب في عدة جبهات: الهجوم، الضغط العالي، وحتى التحولات السريعة في مواجهات القمة، كما أن ضغط الجدول سيمنعه من الاعتماد على الأسماء الأساسية دون تدوير، ما يزيد من تعقيد الأمور في شهري ديسمبر ويناير.

ما يبدو للجماهير المصرية كحلم جميل قد يتحقق – أن ترى منتخب بلادها يرفع الكأس في الرباط – يشكّل كابوسًا تكتيكيًا وفنيًا لجوارديولا، الذي يخوض كل موسم وكأنه مهمة عسكرية لا تحتمل الأخطاء.

وفي تلك المسافة بين ديسمبر ويناير، ستتحدد ملامح موسم مانشستر سيتي، فهل يصمد بيب؟ وهل يعود مرموش في الوقت المناسب لإنقاذ الفريق؟ الإجابة، كما العادة، ستأتي من حيث لا نتوقع.

إحصائيات المحترفين العرب