أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس صلاحياته في إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي المستقل، جيروم باول، بعد تحذير الأخير من التضخم الناتج عن حرب الرسوم الجمركية.
وفي وقت سابق، في منشور لاذع على موقع «تروث سوشيال»، كرّر ترامب مطالبة باول بخفض أسعار الفائدة، قائلاً «إن إقالته لا يُمكن أن تأتي بالسرعة الكافية».
وأفادت مصادر لصحيفة وول ستريت جورنال أيضاً بأن ترامب ناقش إقالة باول سراً لأشهر، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، وأنه أثار الأمر خلال اجتماعات خاصة بمنتجعه في فلوريدا مع حاكم الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش.لا يملك الرئيس الأميركي سلطة مباشرة لإقالة محافظي الاحتياطي الفيدرالي، لكن بإمكان ترامب الشروع في عملية مطولة لمحاولة إقالة باول من منصبه بإثبات وجود «سبب» لذلك.

هل يملك ترامب صلابة إقالة باول فعلاً؟

حذّر باول يوم أمس من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب على جميع شركائه التجاريين تقريباً قد تضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف لا يُحسد عليه، إذ يتعين عليه الاختيار بين معالجة التضخم والبطالة.أثارت سياسة ترامب المتقطعة في فرض الرسوم الجمركية قلق المستثمرين والحكومات حول العالم، ما تركهم في حالة من عدم اليقين بشأن استراتيجيته طويلة الأجل وما قد تعنيه للتجارة الدولية.اتخذ البنك المركزي الأميركي موقفاً متردداً بشأن خفض أسعار الفائدة، مُبقياً إياها ثابتة عند 4.25 إلى 4.5 بالمئة منذ بداية هذا العام.وانتقد ترامب مراراً رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الذي رشحه في الأصل خلال ولايته الأولى، متهماً باول بالتلاعب بالسياسة.أشار منشور سابق لترامب إلى أن قرارات باول «متأخرة جداً»، وأنه كان عليه أن يحذو حذو البنك المركزي الأوروبي، الذي خفض يوم الخميس سعر الفائدة القياسي على الودائع بمقدار ربع نقطة مئوية.أعربت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، عن ثقتها بباول عقب تصريحات ترامب، قائلةً إنها «تُكن احتراماً كبيراً لصديقي وزميلي الموقر».في حين أن للرؤساء تاريخاً طويلاً من الصدام مع رؤساء بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن أي تحرك لإجبار باول على ترك منصبه سيكون غير مسبوق في التاريخ السياسي الأميركي الحديث.في حديثه في 4 أبريل نيسان، أصرّ باول على أنه لا ينوي التنحي عن منصبه كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولايته العام المقبل.خلال حملته الانتخابية في أغسطس، اقترح ترامب أن يكون للبيت الأبيض رأي في وضع السياسة النقدية، ولكن دافع الديمقراطيون عن استقلالية المؤسسة.

محاولات ترامب للتدخل في قرارات الفيدرالي

قال السيناتور الديمقراطي البارز، تشاك شومر، على قناة إكس رداً على انتقادات ترامب لباول «استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي ضرورية لاقتصاد سليم، وهو أمر أثبت ترامب أنه ليس من أولوياته».تتوقع الأسواق المالية احتمالاً بنسبة الثلثين تقريباً أن يصوت صانعو السياسات على إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم بشأن أسعار الفائدة في مايو، وفقاً لبيانات مجموعة فيد وتش.يُعد تحديد أسعار الفائدة الرئيسية أحد الأدوات الرئيسية التي يستخدمها الاحتياطي الفيدرالي في إطار مهمته المزدوجة المتمثلة في إدارة التضخم والبطالة.يساعد خفض أسعار الفائدة على خفض تكلفة الاقتراض، ويميل إلى تنشيط الاقتصاد من خلال تشجيع الاستثمار، بينما يمكن أن يساعد رفعها -أو الحفاظ عليها ثابتة عند معدلات أعلى- في تهدئة التضخم.تباطأ معدل التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة على أساس سنوي إلى 2.4 بالمئة في مارس، ما يقربه من هدف الاحتياطي الفيدرالي طويل الأجل البالغ 2 بالمئة.(أ ف ب)