نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. العدالة الدولية تبدأ بملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة! - عرب فايف, اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:50 مساءً
نشر في الشروق يوم 22 - 11 - 2024
مرّت 76 عامًا على احتلال فلسطين، 76 عامًا من التهجير والقتل والتدمير، 76 عامًا من الظلم والإرهاب المنظم الذي مارسه الكيان الصهيوني ضدّ شعبنا الفلسطيني، وفي هذا الزمن المديد، لم يمل الفلسطينيون من انتظار العدالة، بل استمروا في نضالهم وصمودهم، حاملين راية الحرية والمقاومة.
وبعد كل هذه السنوات والعقود ،وفي لحظة تاريخية، أصدرت محكمة الجنايات الدولية أوامر باعتقال مجرمي الحرب الإسرائيليين بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، في خطوة تعكس شيئًا من العدالة المتأخرة، ولكنها تعكس أيضًا حقيقة أن جرائم الاحتلال لم تعد خافية على أحد.
إنها لحظة فارقة، ولكنها، كما يقول التاريخ، ما كانت لتحدث لولا صمود الشعب الفلسطيني، الذي رفض أن يكون ضحية صامتة في مشهدٍ ظن البعض أنه سيظل دون محاسبة. إن هذه اللحظة تُثبت أن الحق الفلسطيني لا يُطوى ولا يُنسى، وأن العدالة، وإن تأخرت، ستظل تطارد المجرمين.
ولكن وراء هذه الخطوة القانونية، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سيظل الفلسطينيون مضطرين للانتظار لعقود أخرى حتى يتحرك المجتمع الدولي بشكل جاد وصادق، أم أن دماءهم وتضحياتهم ستظل تُستخدم كأداة لتجميل صورة الاحتلال؟.. فلقد استشهد مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتعرضت آلاف المنازل للتدمير، وتهجر الملايين عبر الأجيال، لتظل فلسطين شاهدة على أكبر جريمة إبادة في العصر الحديث، جريمة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بدعم سافر من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي وفرت له الغطاء السياسي والعسكري والاستخباراتي والمادي حتى انها عرقلت خلال اليومين الماضيين مشروعا لوقف الابادة المتواصلة في غزّة ، وفي ذات اليوم اسقطت قانونا كان من شأنه وقف تسليح الكيان الصهيوني المجرم.
إن العدالة الدولية لا يمكن أن تكون ناقصة. إذا كانت محكمة الجنايات الدولية قد أمرت باعتقال المسؤولين الصهاينة ، فإنها مطالبة بأن تتجرأ وتطارد رأس الأفعى التي تدير هذا الكيان المجرم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، التي قدمت لإسرائيل كل الدعم والغطاء لحماية جرائمها في فلسطين والعالم العربي. فكيف يمكن للعالم أن يتحدث عن العدالة ويغض الطرف عن أولئك الذين يمولون الإرهاب ويشرعنونه في الساحات الدولية؟
إن هذا القرار، رغم أهميته، يجب أن يكون بداية لتسليط الضوء على الحقيقة كاملة، وليس مجرد نقطة في بحر من التخاذل الدولي. فلسطين، التي لطالما كانت مرادفًا للصمود والمقاومة، ترفض أن تكون مجرد قضية حقوق إنسان تُدرج على طاولة المفاوضات. فهي قضية وجود شعب بكامل حقوقه، وطموح أمة في استعادة كرامتها وحريتها.
إن الفلسطينيين، الذين راهنوا على الحرية أو الموت، سيظلون درعًا للحق مهما طال الزمن. سيستمرون في مقاومة الاحتلال، وفي إسقاط كل الأقنعة التي يحاول البعض أن يرتديها لتغطية وجهه القبيح. فاليوم، كما في الأمس، فلسطين كانت وستظل عنوانًا للقضية الكبرى: قضية العدل، الحرية، والكرامة.
ويبقى الطريق طويلًا، ولكننا على يقين بأن العدالة لا بد آتية، وأن غدًا سيكون يومًا جديدًا، يومًا لا مكان فيه لجرائم الاحتلال ولا لحمايته، يومًا يتحقق فيه حلم فلسطين، ويعود فيه الحق إلى أهله، مهما تآمر المتآمرون أو تردد المترددون.
ناجح بن جدو
.
0 تعليق