مخططات لم تصل إلى ساعة الصفر - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

في فترة كان العالم فيها مشغولاً بالتعافي من وباء كوفيد-19 الذي أثّر على جميع الدول والمجتمعات، ومنها وطننا الأبي الأردن، اعتقد الإرهابيون أن انشغال الدولة ومؤسساتها يشكل فرصة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وأن بإمكانهم أن يعيثوا في الأرض فسادًا.، وهي وساوس شيطانية أعمت بصيرتهم وجعلتهم يظنون أنهم على حق، لكن الله تعالى يقول في محكم كتابه: "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ". وفي الوقت نفسه، كانت عين الوطن الساهرة ترصد تحركات أصحاب الأجندات الإرهابية، حيث جرى متابعة الخلية الإرهابية لمدة خمس سنوات، وتركهم فرسان الحق يعتقدون أنهم في مأمن، بهدف استدراجهم والكشف عن بقية أفرادهم وخيوط مؤامرتهم الدنيئة، لتنتهي هذه المخططات قبل وصولها إلى ساعة الصفر.

إنه لمن المؤسف حقًا أن يحدث ذلك تحت اسم الدين. وأفترض أن إدعاء هذه الخلية الإرهابية مستقبلًا أنها نصرة لغزة وقيام دولة لفلسطين، لكن النصرة الحقيقية لا تكون بأفعال كهذه تهدد استقرار المجتمعات، فالله تعالى يقول: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، وهو لم يُرد منّا أن نؤذي أنفسنا أو أن نزعزع أمن واستقرار أوطاننا. فكيف نسمح بذلك في "أردن الأمن والأمان"؟ ويخاطب الله تعالى هذه الشرذمة الضالة بقوله: "أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ". فأي نصرة تزعمون؟ وأي دين تتبعون؟ وأي مثال تضربون للأجيال من بعدكم؟ ماذا لو نجحتم في تفجير شيء من مخزونكم الإجرامي في إحدى مدن المملكة؟ كيف سنبرر لأبنائنا أفعالكم، وكيف سنشرح لهم ضلالكم؟ إن المؤمن الحقيقي هو من يعقل قوله تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

ولا بد أن نستذكر أن مجتمعنا قد تعرض للعديد من المخططات والفتن في الماضي، ومن المستغرب حقًا أن تُوظف طاقات الشباب ضد وطنهم بدلاً من أن يكونوا جزءًا من بنائه ومستقبله. وفي هذه المؤامرة بالذات، نجد من بين المخططين مهندسين ومتعلمين غُسلت أدمغتهم باسم الدين ليخدموا أجندات شريرة داخلية وخارجية. إن هذا الوطن أمانة بين أيدينا سنسلمه للأجيال القادمة، ووظيفتنا جميعًا أن نكون صمام أمان لأبنائنا ومجتمعنا ووطننا، وأن نبعدهم عن أولئك الذين يتربصون شرًا به1ه الأرض الطاهرة. وأن نؤمن بأن الدولة التي اجتازت أهوال جيوسياسية وناصرت قضايا الأمة وبنفس الوقت حافظت على استقرارنا وأمننا هي الجهة التي يكون لها ولائنا.

ختامًأ، كل الشكر للأجهزة الأمنية على بطولاتها وتفانيها في خدمة الوطن، ولنحتفل بيوم علمنا برسالة مفادها أن هذا بلد الأمن والأمان وأن أجهزتنا الأمنية بالمرصاد وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بذرة تراب من الأردن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق