أكد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر السابق رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أنه من أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الرجل الذي يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها، معتبرًا أن هذا الفعل من صور الغيبة المحرمة التي تهدم القيم وتسيء إلى العلاقة التي بنيت على الأمانة والخصوصية.

أوضح العبد من خلال برنامج (حتى يأتيك اليقين) أن الغيبة كما عرفها الإمام النووي هي أن يذكر الإنسان أخاه بما يكره، سواء في بدنه أو دينه أو دنياه أو خلقه أو حتى في مظهره، مشيرًا إلى أن الغيبة لا تقتصر على اللفظ فقط، بل تشمل أيضًا الكتابة أو التلميح أو الإشارة بالعين أو اليد، مما يجعل التوسع في إيذاء الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعى أمرًا خطيرًا يستوجب الحذر والتقوى.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر السابق أن ما يُنشر اليوم من فضائح أخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي يدخل تحت طائلة حب الشهرة المذموم، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:”بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا، إلا من عصمه الله”، مشيرًا إلى أن الشهرة المبنية على التشهير بالآخرين ليست شرفًا بل مذلة في الدنيا والآخرة.
أشار رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب إلى أن الله سبحانه وتعالى يحب الستر على عباده ويأمر به، ويعدّ ستر المسلم من أعظم القربات، مؤكدًا أن الستر سبب لستر الله للعبد في الدنيا والآخرة، وأن تتبع عورات الناس والتجسس عليهم عقوبته أن يفضحه الله ويكشف ستره أمام الخلق وأن الستر على المخطئ لا يعني تبرير الخطأ، بل هو وسيلة لحماية المجتمع من الانهيار الأخلاقي، موضحًا أن الإنسان أولى الناس بستر نفسه، فلا يجاهر بمعصيته ولا يكشف ستر الله عنه، لأن المجاهرة بالمعصية تعد تحديًا لقيم الدين وانحرافًا عن فطرة الحياء التي دعا إليها الإسلام.

برنامج (حتى يأتيك اليقين) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، من تقديم الإذاعية فاطمة عمر.

للبث المباشر على اذاعة البرنامج العام  أضغط هنا