في وقت تتواصل فيه المفاوضات النووية بين  إيران  والولايات المتحدة الأمريكية، أعرب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، عن تشككه في نوايا الطرف الأمريكي، مشددًا على أن إيران لا تعول على نتائج هذه المفاوضات بل على قوتها الذاتية في مواجهة الضغوط الدولية.

خامنئي: شكوك في نوايا الطرف المقابل

خلال استقباله عددًا من المسؤولين الإيرانيين، أكد خامنئي أنه ليس متفائلًا ولا متشائمًا بشأن المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

وأضاف: "نحن لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط ، هي في نهاية المطاف خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها، وقد نُفّذت بشكل جيد في مراحلها الأولى"، مشيرًا إلى أن مفاوضات عمان هي واحدة من عشرات الأعمال التي تقوم بها وزارة الخارجية، ولا ينبغي لنا أن نربط شؤوننا الوطنية بهذه المفاوضات.

الولايات المتحدة الأمريكية: الضغط الأقصى مستمر

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن رفض إيران التفاوض يبقيها تحت الضغط الأقصى المُعاد تفعيله. 

وقال المتحدث باسم الوزارة: "إذا لم ترغب إيران في التوصل إلى اتفاق، فستظل خاضعة لنظام الضغط الأقصى". 

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح عزمه على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما أبدى استعداده للتفاوض بشأن اتفاق جديد مع طهران.

المرحلة المقبلة: جولة ثانية من المفاوضات

من المتوقع أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، برعاية سلطنة عمان، يوم السبت المقبل. 

وكانت الجولة الأولى قد أُقيمت في مسقط، حيث تم خلالها مناقشة برنامج إيران النووي. 

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات الأولى بين إيران وإدارة ترامب، بما في ذلك ولاية ترامب الأولى بين عامي 2017 و2021، جرت في "أجواء بناءة وهادئة وإيجابية".

التحقق من التخصيب: نقطة الخلاف الرئيسية

من جانبها، ربطت الولايات المتحدة التوصل إلى أي اتفاق دبلوماسي مع إيران بوضع تفاصيل التحقق من تخصيب اليورانيوم وبرامج الأسلحة النووية في البلاد. 

وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف: "الأمر يتعلق أساسًا بآليات التحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح". 

وأشار إلى أن ذلك يشمل "الصواريخ، نوع الصواريخ التي خزنوها هناك، بالإضافة إلى الأنظمة المرتبطة بتفعيل القنبلة النووية".

خامنئي: المفاوضات لن تحل مشاكل البلاد

في تصريحات سابقة، وصف خامنئي المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "غير عقلانية وغير حكيمة وغير مشرفة"، مؤكدًا أن "التفاوض مع أمريكا لن يحل مشاكل البلاد". 

وأضاف أن "المسألة النووية ذريعة لأنه إذا تراجعنا يومًا على سبيل الافتراض (عن حقوقنا) وانتهت هذه المسألة، سيطرحون ذرائع أخرى مثل تقدم إيران على الصعيد الباليستي ومعارضة إيران للنظام الصهيوني أو دعمنا للمقاومة بوجه إسرائيل".

بينما تتواصل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، يبقى الموقف الإيراني متسمًا بالحذر والتشكك، مع التأكيد على الاعتماد على القدرات الذاتية في مواجهة التحديات.

في المقابل، تواصل الولايات المتحدة ممارسة ضغوطها على طهران، مشددة على ضرورة التحقق من برنامجها النووي كشرط لأي اتفاق محتمل.