نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خاص.. الخطاب السياسي للمعارضة السودانية: أزمة هوية وتحديات التحول الديمقراطي - عرب فايف, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 03:13 مساءً
في تحليل نقدي عميق، تناول الدكتور حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية السوداني فى تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر، أبرز أوجه القصور في الخطاب السياسي للمعارضة السودانية منذ الاستقلال وحتى اليوم.
وأكد أن هذا الخطاب السياسي يفتقر إلى وحدة الرؤية والمشروع الوطني الشامل، مما جعله يتسم برد الفعل والانفعالية، دون تقديم حلول استراتيجية واضحة.
غياب المشروع الوطني الموحد
أشار دنقس إلى أن المعارضة السودانية لم تنجح في بناء سردية متماسكة حول هوية الدولة السودانية وطبيعة النظام السياسي المنشود.
فالمطالب تتغير بحسب اللحظة السياسية والجهة الفاعلة، دون أن تتبلور في وثيقة جامعة تقود الوعي الجمعي نحو مشروع تغييري واضح وملزم.
انفصال الخطاب السياسي عن مطالب الجماهير
أوضح دنقس أن الخطاب السياسي للمعارضة ظل يعاني من ضعف في ربط القضايا الكبرى بمطالب الجماهير اليومية.
فالتحدث عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية كان يتم بمعزل عن معاناة الناس في معاشهم، دون مخاطبة اختلالات المركز والهامش بلغة تتجاوز التوظيف السياسي.
العزلة عن القواعد الشعبية
أشار دنقس إلى أن الخطاب السياسي ظل محصورًا في النخب المدنية أو الحزبية، غير قادر على ترجمة طموحات الشارع إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ. مما أدى إلى فقدان الثقة بين الجماهير وقيادات المعارضة.
غياب البديل الواضح
لفت دنقس إلى أن المعارضة لم تضع نموذجًا بديلاً يمكن أن تلتف حوله قوى التغيير المختلفة، فحتى عندما أسقطت الأنظمة الحاكمة، لم تمتلك تصورًا لما بعد السقوط، ما جعلها تدخل في صراعات داخلية وتفاهمات هشة تعيد إنتاج الأزمة.
غياب المراجعة النقدية
أشار المحلل السوداني إلى افتقار الخطاب السياسي إلى المراجعة النقدية الصريحة للتجارب السابقة، حيث غالبًا ما يتم القفز فوق الأخطاء وتحميل المسؤولية للآخرين دون الإقرار بالمساهمة في الفشل الوطني.
دائرة مفرغة من التغيير
ختم دنقس بالقول إن غياب الخطاب السياسي الاستراتيجي المؤسس على تحليل عميق لبنية الدولة السودانية وتاريخها السياسي والاجتماعي قد جعل المعارضة تعمل في دائرة مفرغة، تتغير فيها الوجوه بينما تبقى الأنماط القديمة في إدارة الصراع السياسي.
في ظل هذه التحديات، هل ستتمكن المعارضة السودانية من إعادة بناء خطابها السياسي بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوداني، أم ستظل أسيرة للأنماط التقليدية التي أفضت إلى الأزمات الحالية؟
0 تعليق