اكتسب الخيار النفاث هذا الاسم بسبب الطريقة التي يقذف به بذوره بإطلاق تيار نفاث وعنيف للسائل المتجمع بداخله. الآن، نجح العلماء أخيرًا في حل لغز الميكانيكا الغامضة لهذه الإطلاقات المتفجرة.

تبين الأبحاث أن هذا الخيار غير الصالح للأكل، تتراكم السوائل في ثماره، فيتزايد الضغط بشكل كبير داخل الخيارة حتى تنفجر. والمثير أن هذا الضغط ينخفض قبل إطلاق البذور مباشرة، لأن السائل يتسرب من الثمار إلى الساق ويغير شكلها، ثم يندفع فيدفع الخيار بعيدًا ليقذف محتوياته.

قال كريس ثوروجود، المؤلف المشارك في الدراسة ورئيس قسم العلوم بحديقة أكسفورد النباتية : "تساءل الناس لقرون كيف ولماذا يطلق هذا النبات الاستثنائي بذوره بتلك الطريقة العنيفة". "الآن، كشف فريق من علماء الأحياء والرياضيات، هذا اللغز النباتي الكبير."

الخيار النفاث هو عضو في عائلة القرع، والتي تشمل أيضًا البطيخ والقرع والكوسة. وللوصول لكيفية إطلاق هذه الخيارة الصغيرة ذات الفراء لبذورها، استخدم ثوروجود وزملاؤه التصوير بكاميرا عالية السرعة يمكنها التقاط 8600 كادر في الثانية، والمسح المقطعي المحوسب. يستمر إخراج البذور لمدة 30 مللي ثانية فقط، وهي مدة قصيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وذكر موقع livescience أن الفريق قام بقياس حجم الخيار والسيقان قبل وبعد إطلاق النباتات لبذورها. ثم قاموا بتغذية هذه البيانات في نماذج رياضية لرسم خرائط لميكانيكا ومسارات إخراج البذور.

تكشف النتائج، لأول مرة كيف يطرد الخيار النفاث بذوره "بسرعة ودقة ملحوظة"، كما قال المؤلف المشارك في الدراسة فين بوكس، وهو زميل باحث بمجموعة فيزياء السوائل بجامعة مانشستر البريطانية.

يتراكم السائل داخل الخيار لأسابيع، فيتراكم الضغط المطلوب لدفع البذور. وفي الأيام التي تسبق الإطلاق، يتحرك بعض السائل إلى الجذع، مما يجعله ينمو أطول وأكثر سمكًا وصلابة. وقال بوكس إن هذه العملية "لا مثيل لها في عالم النبات" وتغير زاوية الخيار بطريقة تزيد من انتشار البذور بمجرد انفجار الثمار. ويمكن للخيار النفاث أن يقذف البذور 10 أمتار بعيدًا عن النبات الأم بسرعة 20 مترًا في الثانية.

وقال بوكس: "تسمح هذه الآليات للنبات بنشر البذور على مساحة واسعة وتقليل الازدحام والمنافسة بين النسل والنباتات المجاورة الأخرى، مما يضمن أفضل فرص البقاء للجيل القادم".
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل