كشفت دراسة حديثة أُجريت في كوريا الجنوبية عن وجود علاقة بين تناول الحديد الغذائي باعتدال، وانخفاض خطر الإصابة بـ سرطان القولون والمستقيم، وهو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في البلاد.

علاقة الحديد بسرطان القولون 

وحسب ما نشرته News medical health، أظهرت الدراسة أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ارتفعت بنسبة 2.6% منذ عام 2019، مما يعزز أهمية فهم العوامل الغذائية التي يمكن تعديلها لتقليل هذا الخطر.

وأكد الباحثون أن الحديد الهيمي الموجود في اللحوم الحمراء والمصنعة قد يرفع من خطر الإصابة بسرطان القولون، نتيجة تحفيزه لإنتاج مركبات مؤكسدة ضارة مثل الجذور الحرة ومركبات N-nitroso، إلا أن هذه الفرضية لم تحظَ بإجماع علمي، إذ بيّنت بعض الأبحاث عكس ذلك تمامًا، خصوصًا في المجتمعات الغربية.

ونظرًا لاختلاف العوامل الوراثية والعادات الغذائية بين الشعوب، استهدفت الدراسة الكورية تحديد العلاقة الدقيقة بين استهلاك الحديد (الهيمي وغير الهيمي) وخطر الإصابة بسرطان القولون في البيئة الآسيوية.

شملت الدراسة أكثر من 109،000 مشارك، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، وتمت متابعتهم على مدار 9.1 سنوات، واستُبعد من التحليل أي شخص يعاني من أمراض سابقة أو يملك بيانات غير مكتملة.

تم تحديد أنماط الاستهلاك الغذائي باستخدام استبيانات دقيقة، وتم قياس كمية الحديد التي يتناولها الأفراد يوميًا، وتصنيفهم إلى خمس مجموعات (خُماسيات) بناءً على الكمية المستهلكة.

إصابات جديدة بسرطان القولون 

وخلال فترة الدراسة، تم تسجيل 608 إصابات جديدة بسرطان القولون والمستقيم، بمعدل 60.5 حالة لكل 100،000 شخص سنويًا.

كشفت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا الحديد بكميات معتدلة، كانوا الأقل عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنةً بالمجموعة الأولى ذات الاستهلاك المنخفض. وظهر هذا التأثير بشكل أوضح بين الرجال مقارنةً بالنساء.

أما الحديد الهيمي، فلم يُظهر ارتباطًا ثابتًا أو خطيًا بخطر الإصابة بالسرطان، بينما لوحظ تأثير وقائي ملحوظ من الحديد غير الهيمي (المصدر النباتي) على تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون تحديدًا.

وأكد الباحثون أن تناول الحديد بكميات معتدلة، خاصة من مصادر غير هيمية، قد يسهم في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، داعين إلى المزيد من الدراسات التي تراعي الاختلافات العرقية والثقافية في النظام الغذائي، لتقديم توصيات وقائية دقيقة وشاملة.