أستاذ في كاوست لـ"اليوم": السعودية غيرتني للأفضل واحتضنت أبحاث الكربون الأزرق - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

في إنجاز عالمي جديد يُضاف إلى رصيد البحث العلمي في المملكة، حصل البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، على جائزة اليابان المرموقة، تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال “الكربون الأزرق”.
واستعرض دوارتي تجربته التي امتدت لعشر سنوات في المملكة، والدور الذي لعبته كاوست في دفع عجلة الابتكار البيئي وتطوير السياسات البحرية.

أخبار متعلقة

 

تذكر تفاصيل المحادثات مع المستخدم.. ما هي آخر خدمات Chat GPT؟
أمريكا تعفي الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية الإضافية

من الأخضر إلى الأزرق

وسط التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر، يرى دوارتي أن التركيز المفرط على “اللون الأخضر” غيّب أهمية “الكربون الأزرق”، في إشارة إلى النظم البيئية الساحلية التي تلعب دورًا محوريًا في امتصاص وتخزين الكربون.
ويقول: “غطاء الأرض أزرق بنسبة تزيد على الثلثين، ولا يمكن تجاهل المحيطات في معركتنا ضد التغير المناخي”.

وقد صاغ دوارتي مصطلح “الكربون الأزرق” عام 2009، ليقود لاحقًا جهودًا دولية في توسيع فهم البشرية لهذه النظم، التي تخزن الكربون بكفاءة تفوق الغابات البرية بنحو 5 إلى 10 أضعاف، وتحتفظ به لقرون بفعل خصائصها اللاهوائية.

البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)

تجربة سعودية مميزة

التحق دوارتي بكاوست في عام 2015، في وقت كانت الجامعة تسعى لتعزيز شراكاتها الدولية، بينما ظلت الشبكات المحلية محدودة. ويقول: “كاوست كانت آنذاك مؤسسة ذات أفق دولي واسع، لكنها محدودة التفاعل محليًا. عملت على تغيير ذلك”.

لم يمضِ وقت طويل حتى أصبح دوارتي مستشارًا للديوان الملكي، وقدم استشارات علمية لمشاريع كبرى على سواحل البحر الأحمر. ودفع باتجاه استراتيجيات تنموية صديقة للبيئة، ترتكز على حماية المانغروف، والأعشاب البحرية، والبرك المالحة.

الكربون الأزرق.. أصول بحرية وليست فقط موارد

البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)

يرى دوارتي أن الاقتصاد الأزرق يجب أن يعيد تعريف علاقته بالمحيط، ليس فقط كمورد للغذاء أو الصيد، بل كمخزن طبيعي للكربون وأصل بيئي يجب الحفاظ عليه. وقد ساهم هو وزملاؤه في كاوست بتوفير بيانات وتقنيات علمية تدعم المبادرات البيئية للمملكة، وعلى رأسها مبادرة السعودية الخضراء.

ويصف الأمين العام لمجلس أمناء كاوست، معالي الدكتور فهد بن عبد الله تونسي، أبحاث دوارتي بأنها “مساهمة كبيرة في فهم النظم البيئية البحرية، وتعكس التميز الذي تسعى له رؤية السعودية 2030”.

ابتكارات بحرية واكتشافات جديدة

بفضل استخدام تقنيات متقدمة مثل أجهزة الاستشعار المثبتة على السلاحف البحرية، قاد دوارتي وفريقه اكتشاف مروج أعشاب بحرية جديدة في البحر الأحمر، زادت المساحة المعروفة بنسبة 10%.
كما ترأس أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية، لاستكشاف دور الحيتان في امتصاص الكربون.

السعودية غيّرتني

لا يُخفي دوارتي تأثره الإيجابي بتجربته في المملكة، فقد أطلق على نفسه اسمًا عربيًا هو “خالد الأندلسي”، تيمنًا بجذوره الإيبيرية، واحتفالًا بروح التجديد التي عاشها في السعودية.
ويقول: “شهدت المستحيل يتحقق، وشهدت تحولاً عميقًا لأمة يقودها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ألهم جيلاً كاملاً بعزيمته وذكائه”.

ويضيف بفخر أن أول حفيد له وُلد في جدة، وأنه كان شاهدًا على تخرج أول سعودية، حنان المهاشير، بدرجة الدكتوراه في علوم البحار من مؤسسة سعودية، وهي طالبة في كاوست.

مسيرة علمية لافتة

وتتميز مسيرة دوراتي المهنية محطات عملية مميزة أبرزها:

نشر أكثر من 500 مقالة علمية. صُنّف ضمن الباحثين الأعلى استشهادًا في العالم لثماني سنوات متتالية. أدار منصة “كورداب” لتسريع أبحاث الشعاب المرجانية التي أطلقتها مجموعة العشرين. قاد أول بعثة سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية. قدّم استشارات علمية للمشاريع الوطنية الكبرى في البحر الأحمر.

نحو المستقبل

يؤمن دوارتي أن حماية الكربون الأزرق ليست ترفًا علميًا، بل ضرورة استراتيجية للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060. ويختم قائلاً: “لكي نرسم سياسات بحرية فاعلة، نحتاج إلى بيانات دقيقة، والعمل تحت الماء أكثر تعقيدًا من اليابسة، لكن التحدي يستحق”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق