في مشهد يعكس تحولًا اجتماعيًا واقتصاديًا متناميًا في الصين، يختار عدد متزايد من الشباب الإقامة في الفنادق لفترات طويلة بدلًا من استئجار الشقق السكنية التقليدية، هربًا من التزامات الإيجار المعقدة والتعامل المباشر مع مُلاك العقارات.

الشباب الصينيون يتجهون إلى الإقامة الفندقية

ووفقًا لأوديتي سنترال، هو ويوي، لاعب ألعاب محترف يبلغ من العمر 24 عامًا، يرى أن الإقامة في فندق تمنحه راحة نفسية أكبر مقارنة بتجربة التعامل مع مؤجّرين خاصين، خاصة أنه يعاني من القلق الاجتماعي، ويقول إن الفندق يوفر له كل ما يحتاجه: لا دفعة مقدمة، لا رسوم وكالة، المرافق مشمولة، التنظيف منتظم، ومكيف الهواء يعمل باستمرار، هذا إلى جانب قرب الفندق من محطات المترو والمتاجر والمطاعم.

عند مقارنة التكاليف، تبيّن أن الإقامة في فندق بتكلفة 2500 يوان شهريًا تُعد مجدية أكثر من استئجار شقة خاصة، والتي قد تتراوح بين 2000 و3000 يوان شهريًا، دون أن تشمل تلك المزايا الإضافية. وقد أقامت هو ويوي سابقًا في فنادق بكل من شنغهاي وسوتشو، وهي تقيم حاليًا في فندق بمسقط رأسها في مقاطعة جيلين.

الطالبة الجامعية تانغ مياومياو (22 عامًا) أيضًا تفضل الإقامة الفندقية، خاصة بسبب دفء تعامل طاقم الفندق والاهتمام الشخصي الذي تتلقاه.. إذ روت كيف أعدّ لها طاقم الفندق طبق الزلابية في ليلة رأس السنة، وتذكّر موظفو الإفطار حبها للمكرونة.

هذا التوجه بدأ بالظهور منذ جائحة كورونا، حين تراجعت معدلات السفر، مما دفع الفنادق الاقتصادية لتعديل نموذج أعمالها عبر استقطاب نزلاء للإقامة طويلة الأمد بأسعار منافسة، ووفقًا للدكتور وو بن، الأستاذ المشارك في جامعة فودان بشانغهاي، فإن الفنادق أصبحت أكثر جذبًا من الشقق التقليدية، خاصة أنها توفر خيارات مرنة وبخدمة أقل تطلبًا من المستأجرين التقليديين.

حتى الفنادق الفاخرة، مثل فندق ماريوت شنغهاي، أصبحت تُعتبر خيارًا قابلًا للمقارنة من حيث التكلفة، خاصة مع احتساب الرسوم الإضافية التي يتحملها سكان الشقق مثل مواقف السيارات والخدمات العامة.

هذا الاتجاه المتنامي قد يعيد تشكيل سوق الإيجارات السكنية في الصين، ويُسلّط الضوء على تطلعات جيل جديد يسعى إلى الراحة والبساطة والاستقلالية في مسكنه، بعيدًا عن التعقيدات التقليدية لعقود الإيجار ومشكلات الصيانة.