لم يكن اسم سعد اللذيذ يتردد في أوساط الجماهير الرياضية السعودية حتى وقت قريب، لكنه خلال عامين فقط بات الاسم الأكثر حضورًا في النقاشات الإعلامية والرياضية، متجاوزًا رؤساء الأندية، ومسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحتى رابطة الدوري السعودي للمحترفين.

جاء اللذيذ إلى المشهد من بوابة خارجية، بخبرة تراكمت في محطات دولية، ليجد نفسه أمام تحدٍّ ضخم في الدوري السعودي، حيث شغل منصب نائب رئيس رابطة الدوري السعودي للمحترفين ليشرف على مشروع استقطاب اللاعبين العالميين. انضم أواخر 2021، قبل عام من وصول كريستيانو رونالدو إلى النصر، وهو التوقيع الذي لم يكن مجرد صفقة، بل بداية لمرحلة جديدة في الكرة السعودية.

في صيف 2023، بدا كل شيء مختلفًا، فالأندية السعودية دخلت سباقًا مع كبار أوروبا، ووضعت أهدافها عند أسماء مثل ميسي، بنزيمة، نيمار، وماني. ومع تصاعد الحديث عن «الميركاتو السعودي»، ظهر اسم اللذيذ في صدارة المشهد، حيث أصبح حلقة الوصل في واحدة من أكثر فترات الانتقالات إثارة في تاريخ الكرة الآسيوية.

لكن النجاح لم يمر دون تحديات. فمنذ انطلاق مشروع استقطاب النجوم، كانت هناك نقاشات داخل الأندية حول آليات توزيع الدعم وكيفية إدارة الصفقات. ومع أن البرنامج نجح في جذب لاعبين من طراز عالمي، إلا أن بعض الأندية كانت ترى أن توزيع الموارد لم يكن متوازنًا بشكل كافٍ لتحقيق المنافسة العادلة بين الفرق.

في العامين الأخيرين، شهد الدوري السعودي تغييرات كبيرة، وكان على رابطة الدوري التعامل مع تطورات سريعة تتعلق بملف الاستقطاب ومتطلبات الأندية المختلفة. ومع تزايد الضغوط وتغيير بعض استراتيجيات العمل، كان اللذيذ في قلب هذه المرحلة الانتقالية، سواء في قرارات الاستقطاب أو في رسم خارطة الطريق المستقبلية للدوري.

بعد هذه المرحلة، أعلن سعد اللذيذ استقالته، برسالة مقتضبة عبر حسابه في «إكس»، قال فيها: «بعد سنوات من العمل والتفاني، أودع اليوم زملائي في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وأنا بين مشاعر مختلفة، بعدما قررت الانتقال لمهمة جديدة.» لم يكن هناك تفسير أو تفاصيل إضافية، لكن الرسالة حملت إشارات واضحة إلى أن الرحلة قد انتهت.

رابطة الدوري لم تتأخر في إعلان قبول الاستقالة، مشيدةً بجهوده، ومؤكدةً استمرار العمل في برنامج الاستقطاب تحت إشراف الرئيس التنفيذي عمر مغربل، لضمان استدامة المشروع بما يخدم تطور الدوري.